للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلقه.

فاتّفق أن انقلب ناصر الدولة فى نومه ولمّا [١] رجع الرجل لإطفاء الشمعة من جنب إلى جنب. فأطفأ الرجل الشمعة وعاد وقد أظلم الموضع فوضع سكّينه فى الموضع الذي كان فيه تقديره وما شكّ أنّ السكين يقع فى حلقه [١٣٤] فبقى السكين مغرّزا فى المخدّة مكان رأس ناصر الدولة وعند الرجل أنّه قد قتله، وخرج من المضرب ولم يعلم به أحد وانتبه [٢] ناصر الدولة ورأى السكين وطلب الرجل فلم يلحق وشاع الخبر فصار الناس إلى ناصر الدولة للتهنئة بالسلامة.

ومضى الرجل إلى معز الدولة ليبشّره بأنّه قد قتله واستشرحه ما عمل فشرحه له فقال معز الدولة:

- «مثل هذا لا يؤمن.» وسلّمه إلى الصيمري ليحبسه فقتله الصيمري.

[الغلاء جعل الناس سباعا]

وفى هذه السنة أفرط الغلاء حتى عدم الناس الخبز البتة وأكل الناس الموتى والحشيش والميتة والجيف وكانت الدابة إذا راثت اجتمع على الروث جماعة ففتّشوه ولقطوا ما يجدون فيه من شعير وأكلوه وكان يؤخذ بزر قطونا ويضرب بالماء ويبسط على طابق حديد ويجعل على النار حتى يقبّ ويؤكل ولحق الناس من ذلك فى أحشائهم أورام ومات أكثرهم ومن بقي كان فى صورة الموتى.

وكان الرجل والمرأة والصبىّ يقف على ظهر الطريق وهو تالف ضرّا


[١] . والمثبت فى مد: ولمّا (بزيادة الواو) والواو ليست لا فى الأصل ولا فى مط.
[٢] . فى مط: وابنته، وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>