للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وحاربه فى داره فظفر به أبو جعفر وقبض عليه وصار به إلى معزّ الدولة فأنفذه إلى القلعة برامهرمز.

ولقى معزّ الدولة أخاه عماد الدولة فقبل الأرض بين يديه واجتهد به عماد الدولة أن يجلس بين يديه فلم يفعل وكان يتردّد إليه كل يوم بالغداة والعشيّة فيقف ولا يجلس.

وقيل للأمير معزّ الدولة: إنّ عماد الدولة يريد أن يسأله فى الإفراج عن رامهرمز وعسكر مكرم. فحكى أبو الحسن المافرّوخى [١] أنّه كان مع معزّ الدولة وكان عماد الدولة ورد أرجان فالتقيا بها قال: فدعاني عماد الدولة وقال:

- «بلغني أنّه حكى لأخى [١٥٣] أنّى وافيت إلى هذا الموضع لارتجع منه بعض أعمال الأهواز.» وضرب بيده إلى لحيته وقال:

- «سوءة لها، إن أنا تواضعت لهذه الحال من لى حتى أحتاج إلى استكثار البلاد وادّخار المال له؟ هذا وأخوه ابناى وإنّما أريد الدنيا لهما، والله ما وافيت إلّا لأعقد ما بينهما أمر [٢] الرياسة حتى لا يجرى خلاف إن حدثت بى حادثة فإنّى عليل كما ترى واسأله أن يقدّم الكبير على نفسه كما جرت العادة وبارك الله له فى بلاده ولو أراد بعض فارس لوهبته له ولقد أصبحت وأمسيت وما مناي على الله إلّا العافية وسلامتهما وإبقاؤهما فإنّهما أخواى بالنسب وابناي بالتربية وصنيعتاى بالولايات ومن لى غيرهما فيقدّر ما يقدّر.» قال: «فعدت إلى معزّ الدولة وحدّثته بالحديث فبكى وحضر فى آخر


[١] . هو محمد بن أحمد كذا فى إرشاد الأريب ٣: ١٨١. وفى مط: المافرّوجى.
[٢] . فى الأصل غموض وقرأناه «أمر» . فى مط والمثبت فى مد: «من» .

<<  <  ج: ص:  >  >>