للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المال عدل عنه [١٦٦] إلى أبى محمّد المهلّبى فقلده كتابته وتدبير أعمال الخراج وجباية الأموال وخلع عليه لذلك يوم الإثنين لثلاث بقين من جمادى الأولى.

وزوّج أبو محمّد المهلّبى ابنته من أبى على الحسن بن محمّد الأنبارى الكاتب واستخلفه بالحضرة وانحدر إلى الأهواز.

ذكر السبب فى اختيار معزّ الدولة أبا محمّد المهلّبى وإيثاره إيّاه على وجوه الكتّاب من الحضرة وغيرهم مع وفور عدد الكفاة يومئذ

سبب ذلك أنّه وجده جامعا لادوات الرياسة وكان لا يجمعها غيره وإن كان فيهم من هو أرجح كتابة. وأيضا فقد أنس به على طول الزمان وأنّه خلف الصيمري على الوزارة فعرف غوامض الأمور وأسرار المملكة وكان الباقون لا يعرفون ذلك ولا يخرج إليهم ولا يوثق بهم فيها.

وكان مع ذلك حسن الإنباء عن نفسه فصيحا مهيبا متوصّلا إلى إثارة الأموال عارفا برسوم الوزارة القديمة سخيّا شجاعا أديبا يفصح بالفارسية فتلافى أكثر ما درس [١] من رسوم الكتابة واستدرك كثيرا من العمارات وأثار وجوه الأموال من مواضعها فحسنت إثارة [٢] .

وتوفر مع ذلك على أهل الأدب والعلوم فأحيا ما كان درس ومات من ذكرهم ونوّه بهم ورغّب الناس بذلك فى معاودة ما أهمل منها.

ثمّ خرج إلى الأهواز فجمع أموالا [١٦٧] كان قد طمع فيها العمال من بقايا وزيادات زادها فى العقود عليهم ومن مؤامرات ناظر عليها العمّال


[١] . والمثبت فى مد: دارس، وهو مخالف لما فى الأصل ومط.
[٢] . إثارة: والضبط من مط: فى الأصل: اثاره. والمثبت فى مد: آثاره.

<<  <  ج: ص:  >  >>