للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهلبي وهزّ المهلبي طازاذ فاستسلم وأظلمت القصة.

فدخل المهلبي إلى معزّ الدولة فصدقه عن الصورة فاغتاظ من حيرته [١] فى الأمر وأثار ما كان فى نفسه منه فزبره وطرده من بين يديه وأمره ألّا يعود إليه إلّا بعد أن يستدعيه فانصرف كئيبا. وحرّك طازاذ [٢] فصحح له مالا ونهض إلى الأمير معجّبا له من طازاذ بغير استدعاء من الأمير له.

المهلّبى يتحمّل مائة وخمسين مقرعة

فلمّا حصل بين يديه وأخبره بالصورة بطش به وضربه مائة وخمسين مقرعة يراوح منها [٣] بأن يرفع عنه الضرب حتى [١٩٣] يوبخه ويبكّته بذنوبه منذ استخدامه ثم يعيد عليه الضرب إلى أن تفسّخ وثقل وقيل له إنّه كالتالف وأراد أن يرمى به إلى دجلة ثمّ تماسك وردّه إلى منزله ووكّل به.

ضرب طازاذ والعمل على صرف المهلّبى دون جدوى

وفى اليوم الثاني استدعى طازاذ أيضا وضربه وعمل على صرف المهلّبى فلم يرتض خدمة أحد ممّن كان بحضرته فى الوقت فترجّح رأيه وصعّد وصوب فلم يقم أحد مقام أبى محمد.

وكان أبو محمد المهلبي شهما قوىّ النفس لا يتحرّك لشيء من نوائب الدهر فعمل عملا يشتمل على ثلاثة عشر ألف ألف درهم باقية فى الممالك


[١] . كذا فى الأصل ومط: حيرته. والمثبت فى مد: جريته.
[٢] . كذا فى الأصل ومط: طازاذ. والمثبت فى مد: بطازاذ، وهو خطأ.
[٣] . كذا فى الأصل ومط: يراوح بينها. والمثبت فى مد: «ترازح منها (بأن أمر) » . قراءة خاطئة وإصلاح ليس بصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>