للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرجنا من المحمدة ومتى ظفر عدوّك فلحقنا العار والسبّة.» وكأنّهم سلكوا فى هذا الكلام مسلك الحيلة ليطلق لهم العبور فيتمكّنون من [٢١٧] كسر عسكره والاستئمان إلى عدوّه.

فسألهم التوقّف وقال:

- «إنّما أريد أن أشامّ القوم ولا أناجزهم كما [١] فعلت بالأمس فإذا كان فى غد باكرناهم بأجمعنا على تعبية واستعنّا بالله وناجزناهم.» وكان يدرّ عليهم النفقات ويواصل العطايا ويكثر المداراة فأمسكوا عنه وعبر معزّ الدولة وعبّى غلمانه كراديس تتناوب فى الحملات إلى وقت غروب الشمس فهناك فشل الأتراك وانقطعت حيلهم وفنى نشّابهم وشكوا إلى معزّ الدولة وقالوا:

- «ليس فينا فضل وقد أمسينا فنستريح الليلة وتفرّق فينا النشّاب ونباكرهم الحرب.» فعلم معزّ الدولة أنّه إن رجع عن هذه الحالة زحف روزبهان والديلم وثار من خلّف وراءه من أصحابه الديلم الذين كان يتّهمهم فلا يمكنه الهرب وكان الهلاك فبكى بين أيدى غلمانه وكان سريع الدمعة ثم سألهم أن تجمع الكراديس كلّها ويحملوا وهو فى أوّلهم فإمّا أن يظفروا وإمّا أن يقتل أول من يقتل. فطالبوه بالنشاب فقال:

- «قد بقي مع الغلمان الأصاغر نشّاب فخذوه وتوزّعوه.» وكانت عدّة من الغلمان الأصاغر تحتهم الخيل الجياد العتاق وعليهم الجنن [٢] والتجافيف وكانوا سألوا معزّ الدولة أن يأذن لهم فى الحملة نوبة فى الكراديس فلم يأذن لهم [٢١٨] وقال لهم:


[١] . كذا فى الأصل ومط: كما. والمثبت فى مد: فيما. وهو خطأ.
[٢] . كذا فى الأصل ومط. والمثبت فى مد: الجبب.

<<  <  ج: ص:  >  >>