للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقّب جماعة ورفع كل طبقة إلى ما هو أعلى منها ونفى الديلم الروزبهانيّة ليتوفّر عليهم مالهم ويصير ذلك بإزاء ما يلزمه لأصحابه الديلم من الزيادات.

فأخرجهم إلى الأهواز وكتب إلى وزيره المهلّبى بجمعهم [٢٣٠] من جميع النواحي والأعمال والتوكيل بهم والمسير معهم إلى آخر الحدود ليتفرّقوا حيث شاءوا.

فدفع الوزير من ذلك إلى خطّة صعبة وحال مخاطرة عظيمة. لأنّ القوم كانوا ذوى عدد وعدّة ألا أنّه تلطّف وأحسن التدبير حتى أخرجهم زمرة بعد زمرة.

ثم حمل معزّ الدولة الأتراك على التسحّب على الديلم وتعييرهم بشقّ العصا وخلع الطاعة وتقريعهم بهذا ونحوه وأنّ عدد الأتراك مع قلته وفوا بهم [١] حتى قهروهم وأذلّوهم.

ثم رسم للأتراك رسوما صار سببا لضراوتهم وطلب الأموال والتغلّب على الأعمال والتسحّب على العمّال وذاك أنّه أمر بتسبيب ما يستحقّونه على واسط والبصرة والأهواز وأخرجهم طبقة بعد طبقة على النوبة لاستيفاء أموالهم ولمن وراءهم من رفقائهم المقيمين وأن يقام لهم نزل يأخذونه راتبا فى كل يوم إلى أن يستوفى ماله ومبلغه عشرة دراهم لكل غلام فى كل يوم وعشرون درهما لمن كان نقيبا وأراد أن ينفعهم عاجلا لا مؤبدا.

وانفتح عليه من ذلك باب من الفساد كان أضرّ عليه من زيادة أوزارها فى أصول استحقاقاتهم وذلك أنّهم آثروا [٢] أن تتأخر أموالهم المسببة لتكثر أيّام مقامهم [٢٣١] وصيروا أصول أموالهم بضائع يتّجرون فيها وإذا راج لهم من مال تسبيباتهم لم ينسبوا شيئا منه إلى الأصل وقد بقي لهم درهم واحد


[١] . فى مط: وتوليهم. بدل «وفوا بهم» . وهو تصحيف.
[٢] . فى الأصل ومط: أثروا. وهو المثبت فى مد.

<<  <  ج: ص:  >  >>