للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبكتكين على الوصاة به وخرج فى عدّة يسيرة من غلمانه وخاصّته ليمضى إلى الأهواز.

[ذكر سبب هذه الحركة والخروج بعد ظهور الصلاح والبرء من المرض]

كان سبب ذلك استشعاره أنّ بغداد هي التي أحدثت له الأسقام وهي التي أفسدت عليه صحّته وتذكّر أيّام مقامه بالأهواز وهي أيّام شبابه ووفور قوّته وظنّ أنّ الأهواز هي التي كانت تجلب له الصحّة وأنّها توافقه.

فوصّى الحاجب سبكتكين والوزير المهلبي بابنه عزّ الدولة وبالجيش وغيره ممّا كان فى نفسه وانحدر إلى كلواذى.

فلمّا صار بها أشار المهلّبى بأن يقيم ويتأمّل أمره ويفكّر فيه ولا يعجل.

فأقام بكلواذى وأخذ [٢٤٢] فى تقدير بناء قصر ثمّ انتقل إلى الشفيعى وقدّر هناك البناء ثم انتقل منه إلى قطربّل لأنّها أعلى بغداد والهواء والماء هناك أصفى وأعذب وعمل على أن يبنى من حدّ قطربّل إلى باب حرب قصرا.

ثمّ صلح [١] من علّته وأبو محمّد المهلبي فى كل ذلك يعلّله ويصرف رأيه لعلمه بكثرة المؤن والنفقات التي تلزمه وبكراهة الجند والحاشية لانزعاجهم من أوطانهم ومألفهم ولكراهية تخريب بغداد بانتقال الملك عنها فلم يزل به حتى صرف رأيه. ولمّا علم أنّه لم يكن من البناء بدّ و [٢] أن يكون متصلا ببغداد من أعاليها ليكون هواؤه وماؤه أصحّ وأنظف، أنزله فى البستان المعروف بالصيمرى وهو فى أعلى بغداد من الجانب الشرقي بقصر فرج وأخذ فى هدم ما يليه من العقارات وابتياعها من أهلها إلى حدود ربيعة الدور


[١] . والمثبت فى مد: صاح. وهي قراءة خاطئة للأصل.
[٢] . كذا فى الأصل ومط. والمثبت فى مد وبين المعقوفتين: فيجب. ولا لزوم لهذا التغيير.

<<  <  ج: ص:  >  >>