للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلوا عليها وكبّروا وبعد الروم قليلا إلى جبل هناك يعرف بجبل جوشن.

وذهب رجالة الشرطة بحلب إلى منازل الناس وخانات التجار ينهبونها وقيل للناس:

- «الحقوا بمنازلكم فإنّها قد نهبت» فنزلوا عن السور وأخلوه ومضوا إلى منازلهم مبادرين ليدافعوا عنها.

فلمّا رأى الروم السور خاليا وطالت المدة وتجاسر الروم صعدوا وأشرفوا على البلد ورأوا الفتنة فيه والنهب فنزلوا وفتحوا الأبواب ودخلوا فوضعوا السيف فى الناس فقتلوا كل من لقيهم ولم يرفعوا السيف إلى أن كلّوا وضجروا.

وكان فى البلد من أسارى الروم ألف ومائتا رجل. فتخلصوا وحملوا السلاح على المسلمين وكان سيف الدولة قد أعدّ من الروم سبعمائة رجل ليفادى بهم فأخذهم الدمستق وسبى من البلد من المسلمين والمسلمات بضعة عشر ألف صبي وصبية، وأخذ من خزائن سيف الدولة وأمتعة التجار ما لا يحد ولا يوصف كثرة.

فلمّا لم يبق معه شيء يحمل عليه أحرق الباقي بالنار وعمد [٢٥٥] إلى الحباب [١] التي يحرز فيها الزيت، فصب فيها الماء حتى فاض الزيت على وجه الأرض وأخرب المساجد وأقام فيها تسعة أيام.

وكان بذل لأهل البلد قبل أن يفتحه الأمان على أن يسلّموا إليه ثلاثة آلاف صبىّ وصبية ويحملوا إليه مالا وأمتعة حدّها [٢] وينصرف عنهم. فلم يستجيبوا له إلى ذلك.

وذكر أنّ عدّة رجاله كانت مائتي ألف رجل وأنّ عدة أصحاب الجواشن


[١] . مفردة الحبّ: الجرّة الكبيرة أو الخابية.
[٢] . فى مط: يأخذها.

<<  <  ج: ص:  >  >>