للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد غته وأنتم إنّما بخعتم بالطاعة لما ضعفتم وإن تركتكم حتى تستقيم أحوالكم تأذّيت بكم.» وأخذ الكتاب الذي أورده فأحرقه على رأسه فاحترقت لحيته. وقال:

- «امض إليهم وعرّفهم أنّه ليس عندي إلّا السيف.» فانصرف وجمع الملك جيوشه وعمل على أن ينفذ [٢٧٢] جيشا إلى الشام وجيشا إلى الثغور وجيشا إلى ميّافارقين وكان سيف الدولة بميّافارقين يخلّص [١] البطارقة الذين فى يد نجا وكان بميافارقين نحو ألف كرّ حنطة فمزّقها وفرّقها لئلا تأخذها الروم.

ثمّ إنّ ملك الروم أنفذ إلى المصيصة قائدا من قوّاده فأقام عليها يحارب أهلها. ثمّ جاء الملك بنفسه فأقام عليها وفتحها عنوة بالسيف ووضع السيف فى أهلها فقتل منهم مقتلة عظيمة. ثمّ رفع السيف وأمر أن يساق من بقي فى المدينة من الرجال والنساء والصبيان إلى بلد الروم وكانوا نحو مائتي ألف انسان. ثم سار عنها إلى طرسوس فحاصرها فأذعن أهلها بالطاعة فأعطاهم الملك الأمان وفتحوا له أبوابها فدخلها ولقى أهلها بالجميل ودعا رؤساءهم إلى طعامه فأكلوا معه وأمرهم بالانتقال عنها وأن يحمل كلّ واحد من ماله وسلاحه ما أطاق حمله ويخلّف الباقي ففعلوا وساروا وسيّر معهم ثلاثة نفر من البطارقة يحمونهم فعرض لهم قوم من الأرمن فأوقع الملك بهم وعاقهم وقطع آنافهم لمخالفتهم أمره.

ولم يزل طول طريقهم يتعرّف أخبارهم بكتبه ورسله [٢٧٣] إلى أن عرف سلامتهم وحصولهم بأنطاكية وحمل بعضهم فى البحر فى شليذيّات [٢] له إلى


[١] . كذا فى الأصل: يخلّص البطارقة. فى مد: تخلص البطارقة والمثبت فى مد: [قد] تخلّص البطارقة.
بزيادة «قد» .
[٢] . كذا فى الأصل: شليذيّات. فى مط: شذاءات. والمثبت فى مد: شلنديّات.

<<  <  ج: ص:  >  >>