للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الشمشقيق [١] كتب إليه يستأذنه فى قصد سيف الدولة إلى ميّافارقين.

فكتب إليه بالتوقف إلى أن يلحق به بقسطنطينية فمضى إليه. وكان سيف الدولة قلّد رشيقا النسيمى وهو من وجوه أهل طرسوس فلمّا حصل سيف الدولة بديار بكر وسلم رشيق هذا طرسوس فى جملة من سلّمها إلى ملك الروم خرج إلى أنطاكية.

فالتصق به انسان صغير القدر يعرف بابن الأهوازى كان يتضمن الأرجاء بأنطاكية وكان قد اجتمع عنده مال فأغوى رشيقا وسلّم إليه ما اجتمع عنده من المال وأطمعه فى أنّ سيف الدولة لا يعود إلى الشام وخرج معه إلى حلب.

وجرت بينه وبين قرعويه [٢] حروب كثيرة وصعد قرعويه إلى قلعة حلب فتحصن فيها فأنفذ سيف الدولة خادما له أسود ويعرف ببشارة ليكون مع قرعويه فى القلعة فنزل هذا الخادم فى بعض الأيام وانضم إليه قطعة من الأعراب كانوا قد وافوه وجماعة من الجند والغلمان. فلمّا [٢٧٥] أحس بهم رشيق انهزم وسقط عن دابته فنزل إليه رجل من الأعراب من بنى معاوية عرفه فحزّ رأسه وصار به إلى قرعويه وبشارة وانهزم أصحاب رشيق وتركوا كلّ ما لهم فى ظاهر حلب وهرب ابن الأهوازى إلى أنطاكية وكان أخوه مقيما بها.

فنصب رجلا من الديلم اسمه دزبر وسمّاه: الأمير، واعتضد برجل علوىّ أفطسى ووعده العلوي إن تمّ له الأمر أن يجعله الرئيس والمدبّر وتسمّى بالأستاذ. فظلم الناس بأنطاكية وجمع الأموال وقصده قرعويه إلى انطاكية وجرت بينهما وقعة فكانت على الأهوازى أكثر الليل وقطعة من النهار ثم


[١] . فى مط: الشمسقيق. كما هو المثبت فى مد.
[٢] . كذا فى الأصل: قرعويه، أو: قرعويه (حسب المواضع) . فى مد: قرغويه. فى مط: فرغونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>