للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجيش دخلها وملكها وقتل بها مقتلة عظيمة وأحرق مراكب أهل عمان وهي تسعة وسبعون مركبا.

فأمّا عمران بن شاهين فإنّه أنفذ معزّ الدولة إليه أبا الفضل العباس بن الحسين الشيرازي مع جيش فابتدأ أبو الفضل يسدّ الأنهار عن البطائح وأصعد معزّ الدولة إلى واسط ومنها إلى بغداد وخلف بواسط عسكره وغلمانه والحاجب الكبير على أن يعود إلى واسط بعد عشرين يوما فيستتمّ ما شرع فيه من أمر عمران. فلمّا وصل إلى بغداد مات فدفعت الضرورة إلى مصالحة عمران كما سنشرحه من أخباره فى سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة.

انهزام إبراهيم السلّار

وفى هذه السنة انهزم إبراهيم السلّار من بين يدي أبى القاسم ابن ميشكى بآذربيجان وورد حضرة ركن الدولة بدابّته وسوطه ولم يفلت معه أحد، فأكرمه ركن الدولة للوصلة التي كان عقدها المرزبان، وكان ركن الدولة قد رزق من أخت ابراهيم ابنه أبا العباس وبالغ ركن الدولة فى إعظام إبراهيم وأجزل له العطاء وحمل إليه من كلّ صنف يكون عند الملوك وفى خزائنهم.

وكنت حاضرا بالرىّ [١] فركبت [٢٨١] للنظر إلى الهدايا المحمولة إلى ابراهيم فوقفت مع جماعة النظارة قريبا من دار الامارة وابتدأت الهدايا تحمل من تخوت الثياب والرّزم والأسفاط من جميع أصناف الثياب فكانت مع مائة رجل يحملونها على رؤوسهم ثم ابتدأت هدايا الطيب [وكانت على صوانى فضة وآلاتها من الأدراج وغيرها وكانت على أيدى ثلاثين رجلا ثم ابتدأت بدرّ الأموال] [٢] فكانت على صدور الرجال مع صرار الذهب. أما أكياس


[١] . من السيرة الذاتيّة لمسكويه.
[٢] . ما بين المعقوفتين زاده فى مد دون أن يذكر المصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>