للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدولة ألّا يأذن لهم فى دخولهم مجتمعين وأن يراسلهم فى أن تصير منهم عدة نحو ألفى رجل إلى الرىّ فإذا خرجت هذه العدّة منها ورد مثلها حتى يتتابعوا على ذلك فلا تكون منهم معرّة ولا يحدّثوا أنفسهم بسوء أدب. فامتنع ركن الدولة من قبول رأيه [وقال] [١] :

- «ولا يتحدّث الملوك أنّى احترزت من لفيف خراسان وخشيت نايرتهم. [٢] » فقال له وزيره أعنى الأستاذ الرئيس حقّا:

- «فإن لم تفعل هذا فكاتب عساكرك فإنّهم متفرّقون عنك بالجبل وإصبهان وغيرها حتى تتوافى إليك، فإنّ معك بالرىّ [٢٨٤] عدّة يسيرة وأنت غير مستظهر بالرجال ولا آمن أن يكون لهؤلاء القوم مواطأة مع صاحب خراسان وعددهم كثير وهم مستعدّون بعلة الغزو ونحن على غير أهبة ولا استعداد.

«فأبى عليه فى هذا الرأى ولم يحفل بالقوم وكاتب صاحب الحدّ بأن يأذن لهم ويفرج عن وجوههم ولا يصيّر للشر مبدأ.» فسار القوم بأجمعهم ومعهم فيل عظيم من بين الفيلة حتى نزلوا بالرىّ واجتمع رؤساؤهم إلى مجلس الأستاذ الرئيس يخاطبونه فى مسئلة الأمير ركن الدولة أن يطلق لهم مالا يستعينون به على أمرهم. فوعدهم بذلك وظنّ أنّ القليل يسعهم على رسم الغزاة فإذا هم يطمعون فى شيء كثير وقالوا:

- «نحتاج إلى مال خراج هذه البلدان كلّها التي فى أيديكم فإنّكم إنّما جبيتموها لبيت مال المسلمين لنائبة إن نابتهم ولا نائبة أعظم من طمع الروم والأرمن فينا واستيلائهم على ثغورنا وضعف المسلمين عن مقاومتهم.»


[١] . زيادة زدناه بوحي من السياق.
[٢] . فى مط: بإبراهيم. بدل «نايرتهم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>