للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلّة عددهم وأقبلوا يقولون:

- «أتينا من ورائنا.» فأشفق ركن الدولة إشفاقا شديدا وقال لأصحابه:

- «طيبوا نفسا فإنّ الذين وراءنا هم أصحابنا.» وبشّرهم بورود علىّ بن كامه وتقدم إلى الركابية والمجرين أن يبادروا إلى نحو طريق علىّ بن كامه الذي يقبل منه وأمرهم أن يركضوا هناك ويثيروا الغبرة ما استطاعوا ففعل القوم ذلك وارتفع الرهج وكبّر الناس وقالوا:

- «هذا علىّ بن كامه.» ونشط الناس ركن الدولة وقال لهم:

- «احملوا حملة قبل وروده.» فحمل الديلم بنشاط واستبشار بورود المدد فكانت إيّاها، وركب الخراسانية بعضهم بعضا، فدسّ ركن الدولة إلى بعض رؤساء الخراسانية بالانحياز إليه فآمنه وبذّل له، ففعل وتحطّم ذلك العسكر وقتلوا كل مقتلة وطلبوا الأمان فآمنهم على أن يخلّى لهم الطريق فأجابهم إلى ذلك. وكان قد حصل منهم عدد [٢٩٠] كثير بالبلد يذبحون كلّ من وجدوه على زىّ الديلم فإذا ذبحوه كبّروا كما يفعل فى بلد الكفر بالكفار.

فبينما هم كذلك إذا انكفأ إليهم الديلم ظافرين فهمّوا بهم وقتلوا بعضهم حتى نادى فيهم ركن الدولة بالأمان وأمر الديلم بالكفّ فلمّا كان بالليل تحملوا وانصرفوا على سمت قزوين هائمين على وجوههم لا يلوى بعضهم على بعض.

ثمّ وردت بعدهم خيل أخرى نحو ألفى رجل بالعدة والسلاح ولم يلحقوا أصحابهم إلّا مفلولين هاربين فراسلهم ركن الدولة بأن يتوقّفوا ولا يرحلوا

<<  <  ج: ص:  >  >>