للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى العامل فهرب إلى الحضرة.

وكتب الحبشي فى أثره إلى بختيار يذمّه ويطعن عليه وينسبه إلى الخرق والجهل وأنّه لم يخفّف شيئا أنكره ولكن قصد التشنيع وذكر فى الكتاب أنّه قد تقدّم بحفظ الأعمال والأموال إلى أن يعود فيجري على رسمه فى التدبير لها.

ثم سأل فى هذا الكتاب أن تسلّم إليه المدينة ويخلّى بينه وبين تدبيره وأن يواقف على ارتفاعه ويحتسب له بنفقاته التي تخصّه وبأموال الجند المقيمين بحضرته وإن بقيت بقية سبّب عليه ليزيح العلّة فيها. فأجابه بختيار بالتصديق لقوله ووعده أن يعمل بمحبته.

ثم زاد تبسّط الحبشي حتى كان يشرق الأمر ويظهر الخلاف. وكتب إليه بختيار بالتأنيس والاستمالة والمعاتبة اللطيفة [٣١٠] وأعلمه أن وزيره العباس بن الحسين شاخص إلى الأهواز وأنه سيراسله منها ويبلغ محابّه فى الأمور التي التمسها. وندب وزيره العباس للشخوص وأمره بالحيلة عليه حتى ينتزع البصرة من يده إمّا مكرا وخديعة وإمّا حربا ومكاشفة.

فاستخلف أبا العلاء صاعد بن ثابت النصراني بالحضرة وانحدر وأخذ معه أبا الفرج محمّد بن العباس صاحب الديوان وأبا سهل ديزويه العارض وجرّد معه عسكرا وأزاح علّته فى السلاح والجنن [١] والآلات سرا.

فلمّا وصل إلى واسط أقام بها شهرا ونظر فى أمورها ومصالح أعمالها ومظالم أهلها وأظهر أنّه راحل إلى الأهواز، وكتب إلى ليلى بن موسى فياذه وكان بالأهواز يأمره بالاستعداد لقصد البصرة والمسير إلى بيّان وقدم حديدياته وسفنه على أنّ فيها أثقاله وكانت مملوّة بالسلاح وأمر أصحابه


[١] . فى مط: الجتر. وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>