للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان ناصر الدولة قلّد حمدان ابنه الرحبة وسوّغه ارتفاعها وكان أبو تغلب وأخوه أبو البركات- وأختهما المسماة جميلة- بنى [١] زوجته فاطمة بنت أحمد الكردي وكانت مالكة أمر [٢] أبيهم. فاستولى أبو تغلب على مالها وأموال ناصر الدولة وقلاعه وكانت هي مدبّرة جميع ذلك وتطابقت الجماعة على الشيخ وغلبوه على جميع ذلك ولم يكن له بهم طاقة لتناهيه فى الكبر والضعف. فابتدأ يدبر القبض عليهم وكاتب ابنه حمدان ليستظهر به ويعتمده فيما همّ به، فظفروا بكتابه هذا ولم ينفذوه وزاد ما بينهم شروقا وانفراجا حتى خافوه، ودخل معهم فى الخوف كاتبه وأكابر غلمانه الذين تابعوا أبا تغلب، فاجتمعوا وقبضوا عليه ليلا وحملوه إلى القلعة. واتصل ذلك بحمدان فامتعض لأبيه وكان عدوّا مباينا لإخوته هؤلاء وهو أشجع [٣] أولاد ناصر الدولة وأفرسهم وكان قد سار عند وفاة عمّه سيف الدولة من الرحبة إلى الرقّة فملكها ثم سار من الرقة إلى نصيبين. واستفزّ على أبى تغلب من أطاعه [٣٢٥] من أهله وإخوته وجندهم وطالبهم بالإفراج عن أبيه وردّه إلى منزله وأمره فتوجّه إليه أبو تغلب فانهزم حمدان من بين يديه قبل اللقاء وتحصّن بالرقّة ومنها فى الرافقة ونازله أبو تغلب عليها طويلا ثم اصطلحا على دخل [٤] وعاد كل واحد منهما إلى موضعه.


[١] . وفى الأصل: بنو.
[٢] . فى مط: أمّ.
[٣] . فى مط: أسجع.
[٤] . كذا فى الأصل ومط: والمثبت فى مد: ذحل.

<<  <  ج: ص:  >  >>