للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انقطع إليه ولم يتمكّن أحد من الرجلين منه أعنى أبا الفرج وأبا الفضل وكانا يومئذ كاتبين لا يتسمى أحد منهما بالوزارة طول أيّام معز الدولة.

وكان أبو قرّة يرفع حسابه على ما يريد ولا يتمكّن أحد من الكتّاب أن يستوفيها عليه فيقرر بأكثر ارتفاع ضمانه سوى الأرباح التي ذكرناها وسوى ما يستغلّه من أملاكه وسوى ما يستخرجه من المصادرات والمصانعات.

وكان شيرزاد يطالب الوزير أبا الفضل بما كان واقفه [١] عليه إذا تمّم له الوزارة وكان أبو الفضل يعتدّ عليه بما يصل إليه من جهة أبى قرّة وقال له:

- «هذا الرجل عاملي وإنّما ضممته إليك لينوب عنّى [٣٣٢] عند غيبتي عن مدينة السلام وقد حصل لك من جهته ما ينبغي ان أحتسب به عليك وتعتدّه لى.» ويستجيبه شيرزاد بأنه لا يحتسب له إلّا بما يصل إليه من صلب ماله وخاص إقطاعه وارتفاقاته. ولم يزل ذلك يتردد بينهما حتى استوحش كل واحد من صاحبه واستوحش أبو قرة أيضا واختص زيادة اختصاص بشيرزاد.

فطمع فى المنازل العالية لما يرجع إليه من الكفاية فى نفسه ثم للحال المتأثلة واليسار العظيم واضطر الوزير إلى مغالطته عن نفسه وإيناسه والاستعانة به على شيرزاد وهو كان سبب اتصاله به. فلمّا تمّ على شيرزاد ما تمّ من النفي همّ الوزير بالقبض عليه ثم أمهله ودبّر أمره على أن تدرك غلّاته وخشي فى الحال إن مدّ يده، أن تنقطع مادة ما كان يقيمه من قضيم الكراع وواقف [٢] بختيار على أنّه يستخرج منه عند حضور الوقت مائتي ألف دينار.

وكان بختيار لا يضبط لسانه ولا يكتم شيئا من أسرار نفسه ولو فيما جرّ


[١] . كذا فى الأصل: واقفه. والمثبت فى مد: وافقه.
[٢] . كذا فى الأصل: واقف.

<<  <  ج: ص:  >  >>