للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرجال المضمومين إليه وحملت رؤسهم إلى شيراز وأنفذها عضد الدولة إلى حضرة أبيه ركن الدولة.

واجتمعت المنوجانيّة [١] وسائر القفص والبلوص وفيهم أبو سعيد البلوصى وأولاده وغيرهم من الرؤساء على كلمة واحدة فى الخلاف وتحالفوا على الثبات والاجتهاد فضمّ عضد الدولة إلى كوركير عابد بن علىّ فسارا إلى جيرفت فيمن معهما من العساكر فوقعت الوقعة يوم الأربعاء لعشر ليال خلون من صفر سنة ستّين وثلاثمائة وأجلت عن هزيمتهم وقتل خمسة آلاف رجل من أشدائهم ووجوههم وقتل ابنان لأبى سعيد البلوصى وحصل المعروف بأبى الفوارس المنوجانى فى الأسر وابن أخيه [٣٧٩] أبو الليث وجماعة يجرون مجراهم.

ثم صمد عابد بن علىّ لقصّ آثارهم والتولج إلى مكانهم ليبيد غضراءهم.

فتابع الإيقاع بهم والإثخان فيهم وانتهى إلى هرموز فملكها واستولى على بلاد التيز [٢] ومكران وحصل فى يده بعد من هلك فى الحروب ألفا أسير من رجالهم ونسائهم وذراريّهم. فلاذوا بطلب الأمان وبذلوا تسليم المعاقل والجبال على أن يدخلوا فى السلم وينزعوا شعار الحرب ويقتنعوا بالأقوات التي تحل وتطيب ويتحلّوا بسيماء المسلمين ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويصوموا شهر رمضان ويتمسكوا بسائر شروط الإيمان. فعقدوا على أنفسهم بذلك عقدا وثيقا.


[١] . فى مط: المنوجهانيّة.
[٢] . وفى مط: التبر. والمثبت فى مد النيز. وهو خطأ. تيز: بلدة على ساحل مكران والسند وفى قبالتها من المغرب عمان وبينها وبين كيز مدينة مكران خمس مراحل. (مراصد الإطلاع)

<<  <  ج: ص:  >  >>