للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطريق للروم وأنّه لا مانع لهم من تورّد ديارهم وهي متصلة بالعراق.

[محاولة الهجوم على دار المطيع لله وإسماعه ما يقبح ذكره]

فلمّا تجمّع معهم خلق من أهل بغداد صاروا إلى دار المطيع لله وحاولوا الهجوم عليها وقلعوا البعض من شبابيكها فأغلقت الأبواب دونهم بعد أن كانوا يصلون إليه ويأتون عليه فأسمعوه ما كره ونسبوه إلى العجز عمّا أوجب الله على الائمة وتجاوزوا ذلك إلى ما يقبح ذكره.

وكان بختيار فى هذا الوقت بالكوفة مظهرا زيارة المشهد وغرضه التصيّد [١] فخرج إليه وجوه أهل بغداد منكرين عليه اشتغاله عن مصالح المسلمين [٣٨٦] وانصرافه عن تدبيرهم إلى مجاهدة عمران وهو من أهل القبلة، وإمهاله الروم وهم أعداء الملة، ثمّ تشاغله بالصيد واللهو عن جميع مهمّات المملكة. ووعدهم بالعود إلى واسط ومصالحة عمران والانكفاء إلى الثغور فسكنوا وانصرفوا.

فلمّا عاد كاتب أبا تغلب وهو صاحب الموصل، يعلمه فيه أنّه عامل على الغزو ويلزمه أن يعدّ له من الزاد والعلوفة ما يسعه وجنده فى الطريق وأنفذ فى ذلك بعض خواصه فقضى ابن حمدان حقّه وردّه بالإنعام والمسارعة إلى ما سأل وهو يعلم أنّه لا يفي بوعد ولا وعيد وأنّه يقول ولا يفعل.

ثم أنفذ محمد بن بقيّة برسالته إلى سبكتكين الحاجب وهو ببغداد يستصلحه لوزيره العباس بن الحسين ويستنهضه للغزو معه ويأمره بأن يستنفر من يرغب فى الجهاد. فتقبّل سبكتكين ذلك تقبل المنافق ثم ركب ببغداد فى


[١] . فى مط: التقيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>