للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجيش واستنفر المسلمين فثار من العامة عدد كثير بأصناف السلاح والسيوف والرماح والقسىّ حتى استعظم ما شاهده منهم ولم يوفق لتربيتهم وضمهم إلى رئيس يقوم بهم بل جعلهم كالعدة لنفسه فصاروا وبالا عظيما وضروا على المحارمات [١] بينهم وأظهروا ضروب العصبية وأثاروا الفتن وأقدم بعضهم على بعض بالقتل واستباحة الأموال والهجوم [٣٨٧] على الحرم والفروج وتفاقم الأمر بينهم وبلغ كل المبلغ فى الشر وعجز السلطان عن إصلاحهم وإطفاء ما أثاره من نائرتهم حتى صار ذلك سببا لخراب بغداد.

وسنذكر شرح هذه الأحوال عند دخول سنة ستّ [٢] بعون الله.

[بختيار يصالح عمران ويعود إلى بغداد]

وصالح بختيار عمران كما حكينا أمره فيما تقدم وطمع فى مال الصلح واستضعفه. ورجع بختيار إلى بغداد وهي خراب بكثرة الفتن واستطالة العامة وحدوث الحروب فيها وإغارة بعضها على بعض وكثرة رؤسائهم الناجمين فيهم حتى حصل فى كل محلة عدة رؤساء من العيّارين يحامون على محلتهم ويجبونهم الأموال ويحاربون من يليهم فهم لذلك متحاقدون يغزو بعضهم بعضا نهارا وليلا ويحرق بعضهم دور بعض ويغير كل قوم على إخوانهم وجيرانهم.

تسحّب الأتراك

فأمّا الأتراك فمتسحّبون مقترحون ما لا يتمكّن [٣] منه متجاوزون حدود


[١] . فى مط: المحاربات.
[٢] . وفى الأصل ومط: ستّة، كما هو المثبت فى مد.
[٣] . كذا فى الأصل ومط: يتمكّن. والمثبت فى مد: تمكّن.

<<  <  ج: ص:  >  >>