للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج وإنّما يلزم وزيره تمشية الأمور من حيث لا يعينه ولا ينصره ولا يمنع أحدا من جنده شيئا يلتمسه ولا يقبض يده ولا لسانه عن كلّ ما يفسد حاله وشأنه ويحبّ أن تقضى أوقاته فى الصيد والأكل والشرب والسماع واللهو واللعب بالنرد وتحريش الكلاب والديكة والقباج. فإذا وقفت أموره قبض على وزيره واستبدل به فلا يلبث الأمر أن يعود من الالتياث والانحلال إلى أسوأ ما كان.

فلمّا بلغ الأمر بوزيره أبى الفضل هذا المبلغ ولم تبق له حيلة فى درهم يأخذه من وجهه عدل إلى طلب الأموال من الوجوه المذمومة التي تقبح [١] الأحدوثة بها وتحرم ولا تحلّ فى شيء من الأديان.

فبعث بختيار على مطالبة المطيع لله بمال يوهمه أنّه من وراء ثروة ومال وأنّه يحتاج إلى إخراجه فى طريق الغزو وأنّ ذلك واجب على الإمام.

[ذكر الرسائل والجوابات التي دارت بين المطيع وبين بختيار وما آل إليه أمر أبى الفضل من الهلاك]

أجابه المطيع لله بانّ:

«الغزو يلزمني إذا كانت الدنيا فى يدي والىّ تدبير الأموال والرجال وأمّا الآن وليس لى منها إلّا القوت القاصر عن كفايتي [٢] وهي فى أيديكم وأيدى أصحاب الأطراف فما يلزمني غزو ولا حجّ ولا شيء مما تنظر الأئمة فيه وإنّما لكم منّى هذا الاسم الذي يخطب به [٣٩٠] على منابركم تسكنون به


[١] . فى مط: تفلج.
[٢] . كذا فى الأصل ومط: كفايتي. والمثبت فى مد: كفائى.

<<  <  ج: ص:  >  >>