للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رعاياكم. فإن أحببتم أن أعتزل اعتزلت عن هذا المقدار أيضا وتركتكم والأمر كلّه.» وتردّدت المخاطبات فى ذلك والمراسلات حتى خرجت إلى طرف من أطراف الوعيد واضطر إلى التزام أربعمائة ألف درهم باع بها ثيابه وبعض أنقاض داره.

وشاع الخبر ببغداد بين الخاصّ والعام وعند من ورد من حاجّ خراسان وغيرهم من الواردين عن الأقطار:

- «إنّ الخليفة صودر.» وكثرت الشناعات. [١] وعوّل أبو الفضل الوزير فيما يحتاج إليه من مال الجند والإقامات التي تلزمه للأتباع والحاشية على مصادرات الرعية والتجار والتأويل عليهم بالمحال. وابتدأ بأهل الذمّة ثم ترقّى إلى أهل الملّة فأخذ أموال الشهود ووجوه البلد من أهل السّتر وبثّ السعاة والغمازين وسمّاهم العمال وأجرى عليهم الأرزاق وكثر الدعاء عليه فى المساجد الجامعة وفى الكنائس والبيع وفى المحافل والمجالس وزادت العامة على ما ذكرت من حالها فى الإغارة والإقدام على النهب والحرق وأسرفت فى ذلك حتى بطلت الأسواق وانقطعت المعايش وتعذّر على أكثر الناس الوصول إلى ماء دجلة حتى شربوا ماء الآبار وحصلوا [٢] فى شبه الحصار.


[١] . زاد صاحب تاريخ الإسلام: فشددوا على المطيع لله حتى باع قماشه وحمل أربعمائة ألف درهم فأنفقها ابن بويه فى أغراضه وأهمل الغزو وشاع فى الألسنة أنّ الخليفة صودر كما شاع قبله أنّ القاهر بالله كدى يوم جمعة. فانظر إلى تقلبات الدهر. (مد)
[٢] . فى مط: وحصروا.

<<  <  ج: ص:  >  >>