للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضل من اشتراه له بضعف قيمته وتحظّاه ونزل عنده [١] منزلة من كان فى نفسه منه عشق ثم موّله وأعطاه [٣٩٢] شيئا كثيرا حتى صار أجلّ وأيسر من غلمان سبكتكين. فلحقت سبكتكين من ذلك غيرة شديدة وفسد عليه غلمانه الذين فى داره بما وصل إليه هذا الغلام.

فهذه أسباب عداوة سبكتكين وقد حكينا عداوة الجرجرائى له، وعداوة أبى أحمد الموسوي النقيب له، ثم عداوة محمد بن بقية له. وكان ابن بقية قد ملك قيادة بختيار وكان سبب عداوته له أنّ أبا نصر المعروف بابن السراج- واسمه ابراهيم بن يوسف وهو من الأشرار المعروفين بالسعاية- قد جمع بالمكسب الخبيث مالا عظيما وأعتقد [٢] ضياعا جليلة فشعثها أبو الفضل تشعيثا يسيرا أخرجه به إلى عداوته والسعى على دمه وكان يجتمع مع المعروف بمحمد بن أحمد الجرجرائى كاتب شرمزن الذي قدمنا خبره وسبب عداوته لأبى الفضل، ويداخلان محمد بن بقية ويعرضانه للمكاسب الجليلة والفوائد العظيمة ولم يزالا به حتى غيّرا رأيه فى الوزير أبى الفضل وأوهماه أنّه ساع عليه وأنّه لن يبعد أن يضمنه من بختيار بمال عظيم ثم تجاوزا ذلك إلى أن أشارا عليه بتقلّد الوزارة وأن يسبقه إلى القبض عليه والراحة منه.

ذكر السبب فى تقلّد ابن بقيّة الوزارة

لم يكن ابن بقية يستقلّ ولا يكمل لحمل دواة بين يدي وزير ولا يطمع فى شيء من هذه المراتب [٣٩٣] ولكنه تقدم عند بختيار وقت خلافته لصاحب المطبخ فى توفير وفّره، وخدمة فى جملتها تمسخر. وكان مستخرجا عسوفا شديد القسوة جاهلا وفيه مع ذلك سماحة وسعة صدر


[١] . كذا فى الأصل ومط: عنده. والمثبت فى مد: عنه.
[٢] . كذا فى الأصل ومط: اعتقد. والمثبت فى مد: أعقد.

<<  <  ج: ص:  >  >>