للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يعدّه من أصاغر خدمه ولا يطمع فى دخول داره وإنّما تجرّع ذلك وطابت به نفسه لعظيم ما كان فى قلبه من أبى الفضل. فراسل بختيار فى ذلك وقد كان بختيار ساء رأيه فى أبى الفضل جدّا فاستجاب إليه.

وقد كان أبو سهل ديزويه العارض مرموقا بمال عظيم ولم يتمكن منه لمصاهرة كانت بينه وبين شيرزاد بن سرخاب. فلما نفى شيرزاد احتيج إليه فى تسكين الجند مديدة فتدافعت نكبته. ثم إنّ أبا الفضل همّ فى هذا الوقت بالقبض عليه فأحبّ ابن بقية أن يتولى أبو الفضل القبض عليه ثم يتسلمه هو ويستخرج أمواله.

فجرى الأمر على ذلك فقبض أبو الفضل على أبى سهل ديزويه [١] فى يوم الخميس وقبض ابن بقية على أبى الفضل يوم الأحد. فكان بينهما ثلاثة أيام واستتمّ القبض على جميع [٣٩٥] كتّابهما ومن يتصل بهما من أسبابهما وكان ذلك فى سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة.

[الصلح والمصاهرة بين عضد الدولة وبين منصور بن نوح صاحب خراسان]

وفى سنة إحدى وستّين وثلاثمائة وقع الصلح بين عضد الدولة وبين أبى صالح منصور بن نوح صاحب خراسان ووقعت المصاهرة فتزوج منصور بن نوح بابنة عضد الدولة ونفذ فى ذلك عابد بن على مع عشرة أنفس مختارين من الأشراف والقضاة والشيوخ المذكورين وتكلّف صاحب خراسان مؤونة عظيمة للرسل والشيوخ وحمل هدايا كثيرة لم تحمل مثلها قطّ إلى عضد الدولة وكتب بينهما كتاب اتفاق بين الجهتين وكتب فيه شهود العراق


[١] . فى مط درويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>