للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من انتسب إليه وإلى ديزويه العارض حتى استصفى أموالهم واتسع بما وصل إليه مديدة ومشت الأمور بين يديه فتبجّح بذلك وادعى حسن الأثر وتوصل إلى أن كنّاه المطيع ولقّبه الناصح فخلع عليه الخلع السلطانية بأمر بختيار وإذنه. وكثر ذمّه لأبى الفضل والطعن عليه وادّعى العدل والإنصاف فلم تمض إلّا أيام حتى ارتكب من الظلم والغشم وإثارة الفتن ما صارت أيام أبى الفضل بالقياس إلى أيّامه جارية مجرى أيام العمرين [١] وكل ذلك لسوء نظر بختيار وإهماله الأمور وإقباله على الشهوات واستثقاله مباشرة [٣٩٨] التدبير حتى سقطت الهيبة وانبسطت العامة وأغار بعضها على بعض وظهرت الأهواء المختلفة والنيّات المتعادية وفشا القتل حتى كان لا يعدم فى كل يوم عدة قتلى لا يعرف قاتلوهم وان عرفوا لم يتمكّن منهم فانقطعت مواد الأموال وخربت النواحي المتباعدة بخراب دار المملكة وظهر فى كل قرية رئيس منها مستول عليها وتباغوا بينهم وحصل السلطان صفر اليد والرعية هالكون والدور خراب والأقوات معدومة والجند متهارجون.

ذكر تدبير دبّره الترك وأكابر الحاشية والجند حتى سكن أمرهم مديدة ثم عادت الحال كأسوأ ما كانت

شرع ابن بقيّة فى إصلاح ما بين بختيار وسبكتكين وتوسّطه الوجوه والأكابر فتردّدت المراسلات ووجوه الكتّاب والقوّاد وأخذ لكل واحد منهما على صاحبه يمين مؤكدة على التصافي والتآلف.

فلمّا تمّ الاتفاق بينهما ركب سبكتكين إلى بختيار مع جماعة من الأتراك


[١] . فى مط: الغمرين وفى الأصل: الغمرّين.

<<  <  ج: ص:  >  >>