للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأعراب ليصحبوه فأنفذهم إلى قرب بغداد على سمت البرية فهرب إليهم وأخذ معه أخاه المسمى ذا القرنين [١] وكان رهينة فى يد معزّ الدولة ثم فى يد بختيار وهرب من محبسه ليلا وخرج مع أخيه. فلمّا كان الصبح عرف بختيار الخبر فلم يكن له فيه حيلة وجعل ذلك سببا ظاهرا للخروج إلى الموصل والباطن ما تقدّم [٤٠١] ذكره.

وكان حمدان ابن ناصر الدولة من أشد الناس بعثا له على الشخوص إلى تلك البلاد وطمعا فى التشفّى من أبى تغلب. فاستحلفه بختيار بغموس الأيمان بعد هرب إبراهيم على الثبات معه والنصيحة له وتمّت العزيمة.

فخرج بختيار وسبكتكين الحاجب ومحمد بن بقيّة الوزير وذلك فى شهر ربيع الأول من سنة ثلاث.

[ذكر الحال فى هذه الخرجة وما آل إليه الأمر]

وقع التدبير على أن يخرج سبكتكين فى الجانب الشرقي على المقدمة ويتلوه بختيار سائرا على أثره وبينهما مرحلة واحدة فإذا صاروا بإزاء تكريت عبر بختيار وسار فى الجانب الغربي واستمرّ سبكتكين سائرا فى الشرقي ففعلا ذلك وسبق بختيار إلى الموصل وقد رحل عنها أبو تغلب إلى سنجار بعسكره كلّه وأخلاها من كل ميرة وكل كاتب ومتصرّف، ثمّ توجه من سنجار إلى مدينة السلام وهو من الجانب الغربي.

وتأخر سبكتكين بالحديثة وأظهر التشاغل بعبور السفن فاتصل خبر أبى تغلب وخروجه إلى بغداد ببختيار فكتب إلى سبكتكين يرسم له العبور إلى الجانب الغربي والمسير فى أثر أبى تغلب وأنفذ إليه شطر عسكره وحمدان بن


[١] . هو أبو المطاع وجيه الدولة ولى دمشق من قبل الحاكم صاحب مصر سنة ٤٠١: كذا فى تاريخ ابن القلانسي ص ٦٩ (مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>