للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قهرمانة بختيار التي يقال لها: تحفة، فكانت تحامى عليه وتتعصب له وكان مع ذلك يتكلّم بالفارسية، وابن بقيّة لا يعرف منها شيأ، فتطاول بهذه الأشياء على ابن بقية واستهان ببعض ما كان يأمره به، ثم بلغه أنّه مهد لنفسه حالا عند بختيار أيام تفرّده بخدمته بالموصل.

فلما اجتمعت عليه هذه الأشياء أراد إبعاده عن الحضرة وإخراجه فى القبض على على بن الحسين والنظر فيما كان ينظر فيه. فلما خاطبه فى ذلك نفر منه وأحس بتغيّر نيّته له واجتهد [٤٠٨] فى أن يعفيه فلم يفعل فانحدر وقد نبا كلّ واحد منهما عن صاحبه. ولو صبر على أن يكون عامل البصرة لما خرج به ابن بقيّة إلى ما خرج ولكنّه لما رءاه يأبى [١] إلا التشبّث بالحضرة والتمسك بما كان ناظرا فيه دون ما سواه اتهمه وازداد شكّا فيه.

وكان ابن بقية قدّم كتّابه إلى صاحب له ينوب عنه بالبصرة يقال له:

عبد العزيز بن محمد الكراعى، وهو من الأوغاد الأصاغر الذين ارتفعوا بارتفاعه وأمره يعرّفه نيّته فى على بن الحسين ويأمره بالقبض عليه. فانحدر الجرجرائى على أن يصادره وينصب مكانه ضامنا له أو عاملا غيره ويعود فلما استقر بالبصرة وافق على بن الحسين على مال التزمه وأضافه إلى أصل ضمان البصرة وجدد إيقاع العهد عليه وردّه إلى عمله من غير استئذان لمحمد بن بقيّة وكتب إليه بأنّ الصواب أوجب ذلك عنده وأنه مصعد إلى الحضرة فاغتاظ من فعله ورآه بصورة من يستهين به ويؤثر المقام بالحضرة فكتب الى عبد العزيز بن محمد الكراعى بالقبض عليه وعلى علىّ بن الحسين ففعل ذلك.

فأما علىّ بن الحسين فإنّه قرّر أمره على بعض المقاربة وردّه إلى العمل


[١] . فى مط: يأتى.

<<  <  ج: ص:  >  >>