للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعزة المنازل فأحاطوا به وهو سكران وسمع الصياح فنهض وركب وعمل على أن يلحق برفقائه فعارضه أحد الديلم وشتمه فثنّى عنانه إليه وهو بغير جبّة فرماه الديلمي فقتله فاستحكمت حينئذ الفتنة وطالبت الأتراك بثأر صاحبهم هذا ورموا الديلم بنشّاب كثير حتى قتلوا رجلا وجرحوا عدّة، وبرزوا بأسرهم عن البلد إلى الصحراء وتبعهم غلمانهم وأتباعهم وقعد عنهم القوّاد والأكابر فى منازلهم على طريق التوقف عن الفتنة والتمسك بالطاعة.

واجتهد بختيار فى تسكين النائرة [١] فلم يمكنه ذلك بعد التهابها [٢] فاستدعى قوّاد الديلم وشاورهم وقد كانوا يعرفون اعتقاده فى سبكتكين الحاجب والأتراك فقالوا:

- «هذا أمر قد انتشر وفى نفك منه ما فيها والصواب أن تقبض على رؤساء الأتراك المقيمين وتستولى على هذه البلاد التي كانت فى يد بختكين وتنهض إلى بغداد لتقلع عنها [٤١٢] سبكتكين وتستريح منه ومن الأتراك.» وكانت عادة بختيار أن يسمع من كل مخاطب ويتحدّث مع كل كاذب.

فتسرّع إلى قبول ما رأوه ووجّه إلى بختكين آزاذرويه وسهل بن بشر كاتبه وسباشى الخوارزمي وبكتيجور وكان حما لسبكتكين الحاجب فأحضرهم من منازلهم وقبض عليهم وقيّدهم وأدخل يده فى إقطاعات سبكتكين بالأهواز وصرف أسبابه عنها وكتب إلى البصرة بالنداء فى الأتراك والإيقاع بهم فنودي فيهم ونهبت منازلهم وهربوا عنها.

ذكر حيلة احتالها بختيار فلم تتمّ له

كان بين بختيار وبين والدته اتفاق على أن تظهر عند بعده عن بغداد إلى


[١] . كذا فى الأصل ومط: النائرة. والمثبت فى مد: الثائرة.
[٢] . كذا فى الأصل ومط: التهابها. والمثبت فى مد: انتهائها.

<<  <  ج: ص:  >  >>