للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخوارزمي وأقرّ بكتيجور على حمله [١] الاعتقال لمصاهرته سبكتكين. وبلغه خبر والدته واخوته وعياله فى انحدارهم إلى واسط فسار إليها.

وكتب إلى الحضرتين بفارس والرىّ يشكو ما نزل به ويسئل أن يكشف عنه وتابع المكاتبات وزاد فى تأكيدها بحسب تزايد الفتنة وكتب إلى أبى تغلب ابن حمدان فسأله إنجاده بنفسه وعسكره وعمل على أن يعتصم بعمران بن شاهين فانفذ إليه خلعا وفرسا بمركب ذهب وتوقيعا بإسقاط ما بقي عليه من مال الصلح الذي كان صالحه عليه [٤١٧] وخطب إليه احدى بناته وسأله أن ينفذ إليه عسكرا فى الماء يستعين به على حرب الأتراك وترسّل إليه فى ذلك حاجب له يعرف بإبراهيم بن إسماعيل. فلما أدّى اليه الرسالة قال له:

- «يا هذا قد جئتنا فى أمور غير متوجهة عندنا ولا لائقة بأحوالنا.»

جواب عمران بن شاهين عن رسالته وإتباعه إيّاه بكلام وافق قدرا فجرى كما قال وقدّر

- «أما هذا الدين المتروك فالتحمد علينا به مع علمنا بأنّه ساقط باطل لا يحسن لكنّا نقبل ذلك.

«وأما الوصلة فأنا رجل لا أواصل [٢] أحدا من خلق الله إلّا أن يكون الذكر من عندي والأنثى من عنده وقد خطب إلىّ الطالبيون مع أنّهم موال فما أجبت أحدا منهم الى ذلك لأنّ نفسي لا تسمح له وهؤلاء أولاد أخى هم أكفاء بناتي ما واصلت أحدا منهم ولكن إن شاء أن نتصاهر على السبيل الأخرى فعلت.

- «وأما الخلعة والفرس فلست ممن يلبس لباسكم ولا أركب الخيل لأنّ


[١] . حملة: كذا فى الأصل ومط. ولا نوافق مد فى احتمال كونه «حالة» .
[٢] . كذا فى الأصل: أواصل. فى مط: أوصل. والمثبت فى مد: أداخل.

<<  <  ج: ص:  >  >>