للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضل ابن العميد.

وإنّما بنى ركن الدولة هذه الرسالة على ما كان يكاتبه به ابنه عضد الدولة فإنّه كان يعرف أخبار العراق يوما يوما ويطمع أن يملكها لما يرى من سوء تدبير بختيار لها ولاضطراب الأمور [٤١٩] هناك بسوء تأتّى الوزراء وسقوط الهيبة وانتشار الحيل وفساد الرعية وكان مع ذلك فاسد الرأى فى بختيار مضطغنا أشياء كان تقدّم [١] بينهما من مناقشة جرت فى وقت ومنافسة فى مرتبة ومنع مما كان يلتمسه عضد الدولة منه خاصة من دفاتر عزيزة وكان يضنّ بها بختيار وجوار صوانع محسنات كان لا يسمح بها ومن خيل عراب كان يمنع من شرائها له ويحبّ أن يستبدّ بها من البادية وكانت هذه الأشياء مجتمعة فى نفس عضد الدولة فهو يحبّ أن تستحكم الفتن ويستشرى البلاء حتى يزول أمر بختيار ثم يقصد بنفسه وخيله وأمواله ويدبّر أمر تلك الممالك لنفسه ويضمّها إلى ممالكه.

فراسل أباه ركن الدولة: «بأنّك قد كبرت عن لقاء الحروب ولا مال عندك. وعندي منه كيت وكيت فى القلاع والخزائن» . وعظّم عليه ما جمعه.

ولعمري لقد كانت عظيمة وكانت له مع ذلك هيبة فى أصحابه وتدابير مصيبة ولكنه أحبّ أن يبذلها فى خاصة نفسه لا فى معاونة ابن عمه الذي يتصوره بصورة التخلّف [٢] وتضييع الأمور وإهمالها وتفويض الوزارة وتدابير المملكة إلى من لا يرجع منه إلى رؤيّة صادقة ولا تدبير صائب ولا صناعة قوية ولا ذكر بين الناس جميل وهو [٤٢٠] مع ذلك يظهر له المنافسة ويمنعه من مطالبه ويغضّ [٣] من أقدار أصحابه الواردين عليه فى مهمّاته.


[١] . يريد كانت تقدمت. (مد)
[٢] . كذا فى الأصل ومط: التخلف. والمثبت فى مد: التجلّف. ولكليهما وجه، وللتصحيف دور.
[٣] . كذا فى الأصل: يغصّ. وفى مط: بعض. والمثبت فى مد: بغض.

<<  <  ج: ص:  >  >>