للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكاتب من جهة عضد الدولة ووزيره أبى الفتح ابن العميد عن بختيار إنّما هو تمويه وأنّ الحيلة استمرت وتمت لهما على القبض على أبيه وأنّه امتنع ثقة بتداركه إياه ومعه وأنفذ قاصدين عدّة بكتب متوالية.

وكان لمحمد بن بقية خليفة بالأهواز من جنسه فى الانسلاخ من صناعة الكتابة [١] يقال له محمد بن عبدان الأهوازي. فلمّا بلغه ما جرى احتوى على ما قدر عليه من المال وأثبت عدة من الرجال وصار الى البصرة داخلا فى سواد [٢] أهل العصبية فغلب على المرزبان وشحذ بصيرته فى العصيان ودخل فى وزارته ووعده الكفاية.

وأما محمد بن بقية فقد ذكرنا حاله فى البعد من كل فضيلة وكان يتموّه أمره فى أيام بختيار فأما فى دولة عضد الدولة فما كان أبعده من أن يكون عريفا من عرفاء الرجالة ببابه فضلا عن أن يختلط بوزرائه وكتّابه. ولكن أظهر مساعدة كثيرة [٤٣٧] لعضد الدولة فيما كان يدبره وخدمة فيما كان يراه، وإنّما فعل ذلك حذرا على نفسه وخوفا أن يردّ الى مرتبته وعلما بأن بختيار إن عادت يده فى التدبير قبض عليه وطمع فيه وعامله بما عامل به وزراءه الكفاة عند حاجته إلى المال وكره عضد الدولة أن يخلطه بوزرائه الكفاة مثل نصر بن هارون وكان معه فى هذه الوقعة وهو شيخ الكتّاب قد سلّم له صناعة الحساب خاصة فينسبه الناس الى قلة المعرفة بالرجال ونقصان الرعاية لأهل السابقة والتقدم فى الكفاية وكره أيضا أن يصرفه صرفا قاطعا فيكون قد خيّب ظنه وأكذب تأميله فاستوزره لابنه أبى الحسين ابن عضد الدولة وعرض عليه ما يشاء أن يتقلده من الأعمال فاختار واسطا وتكريت وعكبرا وأوانا وقاطع على هذه الأعمال ووفّر على ما كان العمال


[١] . زاد فى مد بين المعقوفتين: ومن كلّ فضيلة. وهو مأخوذ من الأسطر الآتية.
[٢] . كذا فى الأصل ومط: سواد. والمثبت فى مد: سوّار، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>