للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان أوّل من انتدب أبو عبيد ابن مسعود الثقفي، وقال: «أنا لها.» ثم سليط بن قيس.

فلما اجتمع ذلك البعث قيل لعمر:

- «أمّر عليهم رجلا من المهاجرين والأنصار.» قال: «لا والله لا أفعل. إنّما رفعكم الله بسبقكم إلى الجهاد، وسرعتكم إلى العدو. فإذا جبنتم وكرهتم اللقاء، واثّاقلتم إلى الأرض، فأولى بالرئاسة منكم من سبق إلى الدفع، وأجاب إلى الدعاء. [٣٣٠] لا والله، لا أؤمّر عليهم إلّا أوّلهم انتدابا.» ثم دعا أبا عبيد وقال له:

- «اسمع من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه-، وأشركهم في الأمر. ولا تسرعنّ حتى يتبيّن. فإنّها الحرب، والحرب لا يصلح لها إلّا الرجل المكيث الذي يعرف الفرصة.» وقال لأبى عبيد:

- «إنّه لم يمنعني أن أؤمّر سليطا إلّا سرعته إلى الحرب، وفي التسرّع إلى الحرب ضياع إلّا عن بيان.»

قدوم أبى عبيد مع المثنّى بعد استخراج الفرس يزدجرد وتتويج بوران رستم

فقدم أبو عبيد ومعه المثنى بن حارثة، وقد استخرج الفرس يزدجرد. وكانت بوران عدلا [١] في ما بينهم، لما افتتنت الفرس وقتل الفرّخزاذ بن البندوان. وكان سياوخش قدم، فقتل آزرمى دخت. وذلك في غيبة المثنى. وكان شغل الفرس


[١] . وفي الطبري (٤: ٢١٦٣) :.. وقد كانت بوران أهدت للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقبل [هديتها] .

<<  <  ج: ص:  >  >>