للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استمالة الجند ومتابعة الخلع عليهم والصلات لهم ونصب الموائد وعمل الدعوات وأمر أن يحمل المال إلى خزائنه.

ووافق بختيار على شيء يقيمه له وصار كالحاجر عليه فمتى طالبه بزيادة على ذلك بعث الجند على مطالبته وأحالهم عليه. فضاق ذرع بختيار به وخاطب جماعة من حاشيته وشيوخ قواده فى تدبير يوقعه عليه حتى يتمكن من نكبته ويستكتب سهل بن بشر وسهل يومئذ فى عمله بالأهواز فأخرج إليه جماعة من كبار قوّاده فيهم الحسن بن أحمد بن بختيار والحسن بن فيلسار وتكيدار [١] الجيلي [٤٥١] وجماعة مثلهم وراسله على أيديهم بإيقاع الحيلة عليه.

فلمّا وصل إليه هؤلاء القواد برسائل بختيار وعلاماته تقرر الرأى على أن يفلّ [٢] الجيش عنه الذين ببغداد ويظهر سهل ومن معه بالأهواز الشغب عليه وترك الرضا به.

وورد الخبر بذلك إلى بغداد وقد ضعف بختيار عن إمضاء تلك العزيمة وقد استصلح ابن بقية الجند وملك الأمر فأظهر حينئذ ما فى نفسه وعاتب بختيار ووبخه وذكّره الأيمان التي لا زال يحلفها ثم يعود ناقضا لها وتغاضب عليه وتثاقل عنه فرّق بختيار فى يده وأنكر أن يكون ما أجرى إليه الأهوازيون بأمره وعلمه فقال:

- «فأطلق يدي فيهم.» فأجابه إلى ذلك وأمضى حكمه عليهم فألزمه أن يقبض على سهل بن بشر ويسلمه إليه وأن ينفى القواد الذين أظهروا ما أظهروه ففعله وأنفذ ابراهيم ابن إسماعيل الحاجب إلى الأهواز وأمره أن يحتال على سهل بن بشر حتى


[١] . فى الأصل هنا: نكيدار وفى المواطن الآتية: تكيدار.
[٢] . فى مط: يقلّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>