للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى الاستيلاء إلّا أنّ الإمارة ليوزتمر.

فبعد مدة شغب الرجال الجرومية فاتهم طاهر أنّه [٤٥٥] بعثهم على الهيج ففسدت الحال بينهما وزاد الفساد حتى اقتتلا قتالا شديدا فظفر به يوزتمر وأخذه أسيرا وقتل خلقا من رجاله. واتصل ذلك ببعض أولاد الياس وهو الحسين بن محمد بن الياس وهو فى بعض أعمال خراسان وطمع فى الاستيلاء على كرمان وجمع جمعا وصار إليها وانضمّ هؤلاء الرجال الجرومية إليه وأمثالهم من كل ضرب من الدعّار.

وقد كان المطهر بلغ من إصلاح عمان ما أراد وفتح جبالها وأوقع بالشراة وانكفأ راجعا إلى أرجان عاملا على المسير إلى حضرة عضد الدولة بالعراق فورد عليه الأمر بالمسير إلى كرمان ليتلافى تلك الحادثة فعاد إلى شيراز وبرز عنها لتسع ليال بقين من رجب سنة أربع وستّين وسار لطيّته [١] مسير السرايا لا يلوى ولا ينثني فأوقع بكل من وجد فى طريقه من أهل التهمة وقتل وصلب وسمل العيون ومثل بكلّ مثلة وبالغ فى القسوة إقامة للهيبة وأسرع المسير حتى انقضّ على يوزتمر فلم يعرف خبره إلّا مع وصوله فبرز إليه وواقعه فانهزم إلى البلدة وهو ببمّ وتحصّن فى قلعة وسطها حصينة فحاصره فيها مطهّر إلى أن أعطى بيده واستأمن وأحضر معه طاهر بن الصمة أسيرا فتسلمه المطهر ثم أمر به فشهر ونودى عليه ثم ضرب عنقه وأعناق [٤٥٦] جماعة يجرون مجراه وأنفذ يوزتمر إلى بعض القلاع فاعتقله بها وكان آخر العهد به.

ثم خرج المطهر فى طلب الحسين بن محمد [٢] بن الياس وكان قد جمع عشرة آلاف رجل فى أسلحة تامة مستعدين للقتال فلمّا أشرف عليهم


[١] . الطّيّة: الحاجة والوطر. الضمير والنّيّة. ما فى مط مهمل تماما.
[٢] . فى الأصل ومط: على. وقد مرّ الإسم آنفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>