للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رقّ ولان وعرف صلاح حال أولاده وممالكه وممالك بنى أخيه فيما دعاه إليه.

ثم أشار عليه بأن يأذن له فى الورود عليه حتى يجتمع معه ويراه فقد كان فارقه صبيا ويشاهده الجند بحضرته ويزول ما خامر قلبه وقلوب الناس من اعتراض الوحشة ويجعله ولىّ عهده إذ كان أكبر أولاده وأنجبهم وأوسعهم مملكة وأكثرهم مالا وعدة ورجالا.

فأجابه ركن الدولة: بأنّ هذا رأى صواب ولكن ليس فى خزائنه ما يتسع لعضد الدولة ومن يرد معه من الخيل والقواد والغلمان وإن لم يلاطف الجماعة بإقامة الأنزال واتخاذ الدعوات وإفاضة الخلع والحملانات والهدايا على الجماعة افتضح وتهجّن [١] . فقال له أبو الفتح:

- «فتسير أنت إليه لتجدد النظر فى تلك الممالك التي طال عهدك بها وتشاهد أولئك العسكر [٤٥٨] الذين رتّبتهم قديما وحديثا فيها ويلتزم عضد الدولة لك ولجندك وجميع حاشيتك ما أشفقت من التزامه لهم وتقيم السياسة التي لا بدّ لك من إقامتها بين أولادك وممالك.» فقال له:

- «هذا يقبح فى الأحدوثة وعند ملوك الأطراف وفيمن يأتى بعدنا من الأمم أن يتحدث الناس أنّ فلانا أوحش ابنه فى أمر رأى إيحاشه وتأديبه فيه ثم قصده يترضّاه.» فكوتب عضد الدولة بجميع هذه الفصول فكتب:

«إنّ هاهنا خلّة أخرى يسلم فيها من جميع هذه الأشياء التي ينكرها وهو أن يقصد أصبهان فإنّها من أعماله وأنهض أنا من فارس فأقصده لخدمته


[١] . فى مط: تهجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>