للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصادف بختيار وابن بقية البصرة مفتتنة بالحروب بين ربيعة ومضر [١] فإنّ مضر كانت [٤٦٧] داخلة فى طاعة عضد الدولة بتدبيرات دبرها وأصول قدمها وأما ربيعة فأقامت على طاعة بختيار ولا لرغبة فيها ولكن مضاغنة لخصومهم من مضر فاتصلت الفتن ودامت الثورة وأحرقت المحالّ وانتهبت البضائع [٢] ودخل ابن بقية إلى البصرة لتسكين هذه الفتنة فزادها اشتعالا وفسادا وأحرق بعض خطط المضريين وانصرف والشرّ [٣] باق.

وأشفقت الجماعة من أن يسير عضد الدولة إلى واسط فيحصل بها فيفوتهم الهرب إن أرادوه فأصعدوا فى الماء واخترقوا البطائح فتلقاهم عمران بن شاهين فى عسكره وآلاته وقبّل يد بختيار وتطاول بختيار له وعطف به إلى دار ابنه الأكبر وهو أبو محمد الحسن فأنزله فيها للوصلة بينهما ولأنّها كانت أحسن دار بالبطيحة وأنزل محمد بن بقية عليه فأقاموا عنده أضيافا ثلاثة أيام فعجب الناس من موافقة ذلك ما كان عمران سبق إليه بالحكم كما حكيناه فيما تقدم. ثم رحلوا ورحل الحسن بن عمران معهم إلى واسط.

[هرب المرزبان بن بختيار]

وفى هذه الحال هرب المرزبان بن بختيار من البصرة إلى واسط لاحقا بأبيه فى الشذاآت والزبازب والسفن بكليته وحرمه وأسبابه.


[١] . روى الطبري (٢: ٤٥٠) أنّ مضر كانت تكثر ربيعة بالبصرة.
[٢] . زاد فيه صاحب التكملة: وورد أبو بكر محمد بن على بن شاهويه صاحب القرامطة الكوفة فى ألف رجل منهم وأقام الدعوة بها وبسورا وبالجامعين والنيل لعضد الدولة. (مد)
[٣] . فى مط: والسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>