للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برقى.

وكانت أردمشت خاصة مملوءة بالأمتعة الفاخرة من أصناف الثياب والفرش والجواهر والصياغات والحلي وسائر أصناف العدد. وكان أبو تغلب رتب فيها رجلا من الأكراد بينه وبينه قربى من جهة والدته فاطمة بنت أحمد الكردية يعرف بابن بادويه وضمّ إليه مملوكا له كان من غلمان أبيه يثق به يقال له طاشتم، فأنفذ إليه عضد الدولة أبا العلاء عبيد الله بن الفضل بن نصر النصراني لمنازلة القلعة والاحتيال فى فتحها. وأنفذ أبو القاسم سعد بن محمد الحاجب إلى الشعبانى وأنفذ صاحبا لأبي نصر خرشيد يزديار الخازن إلى أهرور، فعرف أبو العلاء حال أقارب لأبن بادويه الكردي خارج القلعة فدعاهم إلى خدمة عضد الدولة [٤٩٦] ورغّبهم فيها وعرّفهم اضمحلال أمر أبى تغلب ووقوع اليأس منه. وكاتبهم عضد الدولة بمشورة أبى العلاء فرغبوا فى الخدمة وصاروا على ثقة مما وعدوا به ثم حملوا على مكاتبة صاحب القلعة وأشاروا عليه بالقبض على طاشتم وتسليم القلعة وذلك أنّ طاشتم كان شديد الطمع فى عود صاحبه ويحب أن تظهر أمانته عنده ففعل ابن بادويه ذلك وبذل للحراس وسائر من يحفظ القلعة البذل الكثير وحكّموا فتم القبض على طاشتم والتقييد وحصلت القلعة بما فيها [١] وظهرت نجابة أبى العلاء واجتهاده وحسن تلطفه وكان قيمة ما فى القلعة على ما حررناه- وكنت [٢] فيمن أخرج إليها لنقل ما فيها مما يصلح للخزانة- ومع ما يباع وتبقية ما يبقى فى القلعة نحو عشرين ألف ألف درهم.

قال صاحب هذا الكتاب.


[١] . وفى طاشتم هذا ليراجع ما فى كتاب الفرج بعد الشدة ١: ١٣٦ (مد) .
[٢] . فى مط: كتب.

<<  <  ج: ص:  >  >>