للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه تنازع إلى مصر خاصّة، والى ديار الكفر بعد ذلك من الروم وما والاها، كره أن يجاوره النبط مستعصية ويطاوله صغار أصحاب الأطراف ومن يلوذ بالقصب والغياض والآجام ولا يستأصله فعرّض فى مجلسه بذكر الحسن بن عمران والبطيحة وطلب من يكفيه هذا الخطب، فانتدب له أبو الوفاء والمطهر وأظهر كل واحد منهما كفاية فيه.

وتقرر الرأى على إنفاذ المطهر فجرّد معه عسكرا فيه أصناف من الرجال وأزاح [١] علته فى السلاح والأموال والعدد والآلات وضمّ إليه أبا الحسن محمد بن عمر العلوي الكوفي وكان فى هذا الوقت بها، فانقلب منها الى واسط حتى اجتمع معه بها، فخلع على المطهر وأكرم وسار يوم السبت للنصف من صفر واستخلف له عضد الدولة على الوزارة وتدبير الأعمال وجمع الأموال أبا الريان حمد بن محمد الاصبهانى وذلك لدربته لا لصناعته ولأنّه عرف بطول الممارسة موارد الأمور ومصادرها، وكان واسطة بين عضد الدولة ووزرائه، وكان كالشريك لهم فيما ينفذونه من أوامره.

فلما استقر المطهر بالبريونى [٢] من أعمال الجامدة شاور الناس ومحض الرأى، فتقر الأمر على تدبير فاسد قد كان جرّبه من درج قبله مرارا فلم ينتفع به وهو إيقاع السدود على أفواه الأنهار لتنشف البطيحة التي يلجأ إليها [٥١٣] عسكر النبط وأنشأ مسنّاة يسلك عليها بالاقدام إلى نفس معاقلهم فأطلقت فى ذلك أموال ضاعت وانقطعت المسالك فى دجلة وبطل ارتفاع الكار ولزمت مؤن الحصار واثبات الرجال وجاءت المدود فحملت على السدود.

وتوصل الحسن بن عمران الى بعض تلك السدود فبثقها فامتلأت البطائح


[١] . فى مط: أراح.
[٢] . ما فى مط مهمل إلّا فى ما قبل الأخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>