للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنة الثالثة بعد أخذ التوثقة لهما بما يرضيهم حسب ما فعل مع ابنه وأخيه، وأن يكون ما يحمله الآن ابن حمدان من حمص وحلب الى ملك الروم من مال المفارقة عنهما محمولا على استقبال إطلاق ورد الى بلد الروم الى خزانة صمصام الدولة، فإن دافع ابن حمدان حينئذ عن حمل، ألزمه ملك الروم ذلك لئلا يتكلف صمصام الدولة [٦٠] تجهيز عسكر اليه، وأن يجرى أمر بلد باد على ما كان عليه من الملاطفة التي كان يحملها الى ملك الروم على أن لا يعاون بادا ولا يجيره إن التجأ الى الروم.

وأنفذ الشرطان جميعا وعاد الجواب عنهما بإمضاء ما تقرّر ثمّ تجدّد فى أمر ورد وإطلاقه من الاعتقال ما سيأتي ذكره من بعد [١] .

وفى الثامن من شوال من هذه السنة توفى عضد الدولة وأخفى خبره.

وفى التاسع منه قبض على أبى الريّان. فلمّا قبض عليه أخذت من كمّه رقاع مشدّدة ومنها رقعة فيها:

أيا واثقا بالدّهر غرّا بصرفه ... رويدك إنّى بالزّمان أخو خبر

ويا شامتا مهلا فكم ذى شماتة ... تكون له العقبى بقاصمة الظّهر

فلمّا وقف أبو عبد الله ابن سعدان عليها قال لحاجبه:

- «امض وسله عنها.» ففعل فقال:

- «هذه رقعة أنفذها أبو الوفاء طاهر بن محمد الىّ عند القبض عليه ولست أحسن قول الشعر ولكن أقول إنّها [٢] كانت من أبى الوفاء من قبل.


[١] . فى مد: بعده.
[٢] . فى مد: ابها.

<<  <  ج: ص:  >  >>