للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدولة وابن [١٢٩] سعدان وزيره وقطعهما الهمّ به عن سائر الأمور.

ولم يبق فى الحضرة من يندب لهذا الأمر مع استفحاله إلّا زيار بن شهراكويه. فوقف على المسير اليه وخلع عليه واستظهر له فى العدد والعدد وأخرج معه شكرا فى الغلمان الأتراك وسار الى الموصل وانضم إليهما أبو القاسم الحاجب من تكريت وواقعوا بادا فى صفر سنة أربع وأجلت الوقعة عن انهزام باد وأسر كثير من أقاربه وأصحابه وورد الخبر بذلك فسكن ما عليه الناس من الأراجيف به.

ثم وصل الأسارى الى بغداد فشهروا.

[ذكر ما جرى عليه أمره بعد الهزيمة]

لما انهزم باد وخيّم زيار بظاهر الموصل خرج سعد الحاجب الى الجزيرة من الجانب الشرقي فى عدد وافر وحصل باد فى أطراف بلاده يجمع الرجال الى نفسه ليقصد ديار بكر.

فرأى ابن سعدان ان كتب الى سعد الدولة ابن حمدان وبذل له تسليم ديار بكر إليه على ما كانت مع أبيه واستدعى منه تجريد أصحابه إليها قبل استيلاء باد عليها.

فأنفذ ابن حمدان أصحابه إلى ميافارقين فأقاموا مديدة ثم انصرفوا ولم يكن لهم [١٣٠] طاقة بمقاومة باد وملك باد ميافارقين وسار إلى تلّ فافان مرهبا وراسل فى الصلح وتثاقل العسكر الذي مع سعد عن المسير معه الى لقائه فعمل على العدول الى الحيلة ودس رجلا لقتل باد غيلة [١] .


[١] . وفى الأصل: لغيلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>