للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير خراسان متحملا من الرسالة ألطف الأقوال وورود كتب أبى [العباس] تاش [١] مشتملة من القرب والإخلاص على أجمل الأقوال وأنّ الخطاب دارّ مع الرسول الوارد فى الصلح على قواعد أوّلها طاعة الخلافة، فهي التي لا دين إلّا بها ولا دنيا إلّا معها. ثمّ أن لا يفرج لهم عن شيء من هذه [١٤٨] البلاد ولا يكون منهم فى باب قابوس قول أو فعل فى معونة وإسعاد وأن يردّ إلى بخارا ويستخدم فى أبعد الأطراف وأن يقتصر على المال المبذول الذي يجرى مجرى المعونة من أمير المؤمنين لهم على ما أسند [٢] إليهم من الثغور وأنّه قد أخرج مع الرسول العائد أبو سعد صالح بن عبد الله، فإذا استتب التقرير واستحصف العقد أنفذت نسخته على شروطه إلى بغداد حسب ما يقتضيه التمازج بين الحضرتين.

[ومما نطقت به الكتب من المشورة والرأى]

الحثّ على استمالة الأمير أبى الحسين واستخلاص طاعته وأنّ فخر الدولة قد راسله وخاطبه فى ذلك بما يجرى مجرى التقدمة والتوطئة ومتى أريد التكفل بالتمام فهو على غاية الطاعة.

وقد أثبت على الدينار والدرهم اسم فخر الدولة وكتب من البصرة بإقامة الدعوة كما أقامها بالأهواز وليس يتجاوز ما ينهج له ولا يتعدّى ما يحكم به، والصواب طلب التوازر والتعاطف وترك التباين والتخالف. ولا يقال هذا إلّا من طريق ابتغاء المصالح لصمصام الدولة وجمع الأهواء [١٤٩] المتفرقة إليه وردّ القلوب النافرة عليه.

ثمّ لمّا طال مقام ابني سهلويه وتمادت به الأيّام ساء ظنّ فخر الدولة


[١] . ليراجع التاريخ اليمينى ١: ١٣٤ (مد) .
[٢] . فى الأصل: سدّ. والاقتراح بقرينة «إليهم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>