للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب بذلك كتب وسجلّات استؤذن الخليفة الطائع لله فى إمضائها فأذن فيها وأمر بإحكام قواعدها ومبانيها.

فلمّا استقرّت القاعدة أفرج عنه وحمل إليه مال وثياب وجلس صمصام الدولة للقائه.

[ذكر ترتيب جلوس صمصام الدولة بحضور ورد]

قال صاحب التاريخ: عهدي بصمصام الدولة وجلس حتى يلقاه ورد ويشاهده ويخدمه ويشكره وقال: كان الوقت شتاء والدار ومجالسها مملوءة بالفرش الجليلة وستور الديباج النسيجة معلقة على [١٦٨] أبوابها وغلمان الخيل بالبزّة الحسنة والأقبية الملّونة وقوف سماطين بين يدي سدّته وكانت قد نصبت فى السّدلىّ الذهب الذي تفتح أبوابه إلى البستان وإلى بعض الصحن، والديلم من بعدهم على مثل ترتيبهم وزيّهم إلى دجلة.

وعبر ورد وأخوه وابنه فى زبزب أنفذ إليهم يمشون بين السماطين إلى حضرة صمصام الدولة وبحضرته كوانين من ذهب موضوعة فيها قطع العود توقد.

فلمّا قرب منه ورد طأطأ رأسه قليلا وقبّل يده، ووضع له كرسي ومخدّة فجلس عليهما.

وسأله صمصام الدولة عن خبره فدعا له وشكره بالروصيّة [١] والترجمان يفسّر عنه وله. وقال قولا معناه:

- «قد تفضلت أيها الملك ما لا أستحقّه وأودعت جميلا عند من لا يجهله، وأرجو أن يعين الله على طاعتك وتأدية حقوق فعلك.» وقام ومشى الحجّاب والأصحاب بين يديه كفعلهم عند مدخله وعبر فى


[١] . كذا: بالروصيّة. وفى المواطن الآتية: الروسيّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>