للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلّ أمر يستمدّ فضله فيه مراعاة الأخ الأكبر لأخيه وتاليه.

وصدر كتاب المواضعة بالاتفاق على تقوى الله تعالى وطاعة الخليفة الطائع لله وامتثال ما أمرهما به من الألفة على الشروط المذكورة. وجعل على نسختين ختم أحدهما بيمين حلف بها صمصام الدولة معقودة بأن يحلف بمثلها شرف الدولة.

فلمّا تحرر ذلك جلس الطائع لله وحضر الأشراف والقضاة والشهود ووجوه أصحاب صمصام الدولة وأبو نصر خواشاذه وقرئ كتابه إلى شرف الدولة وزين الملّة بالتلقيب والتقليد وسلّمت الخلع الكاملة واللواء.

وندب أبو القاسم على بن الحسن الزينبي الهاشمي [١٨٣] وأحمد بن نصر العباسي الحاجب ودعا الحاجب للخروج من قبل الطائع لله بذلك وأبو على ابن محمان من قبل صمصام الدولة برسالة جميلة مشتملة على خفض الجناح والاستمالة إلى الصلاح والإذعان بالطاعة والولاء والترقيق بالرحم والإخاء وسارت الجماعة على هذه القاعدة المذكورة.

ووجد فيما خلّفه أبو الحسن ابن حاجب النعمان [١] نسخة أخرى بمثل الذي تقدم ذكره واتّصلت بها يمين، واشتمل آخرها على لفظ شرف الدولة بذلك، وأنّه قد ألزم ذلك وأشهد الله عليه به وحلف باليمين المذكورة فيه.

وعلى ظهرها بخطّ أبى الحسن ابن حاجب النعمان:

«بسم الله الرحمن الرحيم: ثبت بحضرة سيدنا ومولانا الإمام الطائع لله أمير المؤمنين أطال الله بقاه، وأعزّ نصره وأدام توفيقه وكبت عدوّه، ما تضمّنه الاتّفاق المكتوب فى باطن هذا الكتاب وصحّ عنده التزام شرف الدولة وزين الملّة أبى الفوارس أمدّ الله تأييده، لصمصام الدولة وشمس الملّة أبى كاليجار


[١] . وترجمته فى إرشاد الأريب ٥: ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>