للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالأوشال.

فلمّا استقرّ شرف الدولة بواسط سار قراتكين إلى دير العاقول ولمّا أجلت الأحوال بمدينة السلام حدر بالأمير أبى نصر ابن عضد الدولة إلى حضرة شرف الدولة مع غلام من الخواصّ.

وزادت أمور صمصام الدولة اختلالا وتناقصت حالا فحالا، وشغب الديلم حتى أحاطوا بداره مطالبين بالمال ورفعوا سجف المراقبة ونادى سلارسرخ بشعار شرف الدولة، وثار العامة فى عرض هذه الفتنة وكبسوا حبس الشرطة فأطلقوا من فيه، وآذنت [١] دولته بزوال وعقدته بانحلال ولم يزل الأولياء والحواشي والنظار والعمّال يصيرون إلى حضرة شرف الدولة بالأهواز وواسط من غير احتشام ويقدمون من غير احجام. فلمّا رأى صمصام الدولة ووالدته وأبو حرب زيار وفولاذ بن ماناذر ما قد انتهى الأمر إليه، أجالوا الرأى بينهم.

[ذكر رأى سديد رآه زيار فى تلك الحال وأشار به على صمصام الدولة فلم يعمل به [١٨٩]]

أشار بالإصعاد إلى عكبرا ليعرف بذلك من هو معهم ممن هو عليهم ويتميّز الآنس بهم من النافر عنهم. وقال:

- «إنّ الجيل كلّهم فى طاعتنا مخلصون وفى سلكنا منخرطون ولا بد من أن ينضاف إليهم قوم آخرون فإن رأيتم عدّتنا كثيرة وشوكتنا قويّة بحيث تتكافى فى المقارعة أخرجنا ما فى أيدينا من المال وأطلقناه للرجال، وإن ضعفنا عن القراع وعجزنا عن الدفاع تمّمنا إلى الموصل وينضمّ أبو القاسم سعد الحاجب ومن العساكر إلينا ويكثر جمعنا ويقوى أمرنا. فإنّ الديلم


[١] . والمثبت فى مد: أذن. بالشيء: أعلم به.

<<  <  ج: ص:  >  >>