للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقويت شوكة الأتراك وعلت كلمتهم وضعف أمر الديلم بعد هذه الوقعة وتفرّق جمعهم وتسللوا فى كلّ طريق، ومضى فريق بعد فريق.

[ذكر ما جرى عليه أمر أبى على بعد انحداره]

انحدر الأمير أبو على ومن فى صحبته على ما تقدّم ذكره. فلمّا حصلوا بواسط استعجمت عليه أخبار شرف الدولة وانقطعت النوبة المترددة بالكتب، فساءت الظنون. ثم ورد عليهم ما دلّ على اليأس منه، فسار الأمير أبو على والأتراك على الظهر وانحدرت الخزائن والحرم والأثقال إلى البصرة ووقع الاجتماع بمطارا.

ووردت الكتب بوفاة شرف الدولة وانحدر [٢٣٥] أبو شجاع بكران بن أبى الفوارس والحاجب أبو على ابن أبى الريّان ليرد الجماعة فأشير على الأمير أبى على بالتعجيل إلى أرجان، [١] ففعل وصحبه خواص الحرم فى عمّاريات واستصحب ما خفّ محمله وعوّل على طاهر بن زيد صاحب عبادان فى توجيه بقية الحشم والأثقال التي معهم فى البحر إلى أرجان فقدّم بتنفيذ شيء منها.

ووصل بكران وابن أبى الريان فاستوقفا كلّ من كان تأخّر مع بقية الأثقال وقالا لهم:

- «إنّما وردنا لتطبيب قلوبكم.» [ثم] ورد الأمير أبو على إلى حضرة بهاء الدولة عمّه ليقضى فيه حقّ شرف الدولة عليه وأعاد الجماعة من عبادان إلى البصرة.

ثم شغب الديلم بالبصرة وطلبوا رسم البيعة ولم يكن للمال وجه، فأخذ


[١] . أرّجان، وعامّة العجم يسمّونها أرّغان، وقد خفّف المتنبّى الراء فى شعره، وهي مدينة كبيرة كثيرة الخير، وهي برّيّة بحريّة، سهليّة جبلية، وهي من كورة فارس (مراصد الإطلاع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>