للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهل أنسه فشاوره فى ذلك فقال ابن النعمان:

- «أنت أعرف بوجه الرأى.» فقال: «لقد صدقت المرأة فى القصّة ونبّهت من الغفلة.» وتقدّم فى الحال بالقبض على عيسى بن نسطورس وسائر الكتّاب من النصارى وكتب إلى [١] الشام بالقبض على منشا بن الفرار وجماعة المتصرفين من اليهود، وأمر بردّ الدواوين والأعمال إلى الكتّاب المسلمين والتعويل فى الإشراف عليهم فى البلاد [٢] .

ذكر تدبير توصّل به عيسى بن نسطورس إلى الخلاص والعود إلى النظر [٢٧٥]

كانت بنت المتقلّب بالعزيز المعروفة بستّ الملك كريمة عليه حبيبة إليه لا يردّ لها قولا. فاستشفع عيسى بها فى الصفح عنه وحمل إلى الخزانة ثلاثمائة ألف دينار. وكتب إليه يذكره بخدمته وحرمته فرضي عنه وأعاده إلى ما كان ناظرا فيه وشرط عليه استخدام المسلمين فى دواوينه وأعماله.

فتنة العيّارين

وفى هذه السنة كثرت فتن العيّارين بعد انحدار بهاء الدولة ورفعت الحشمة وجرى من الحرب بين أهل الدروب والمحالّ نوبة بعد نوبة ما أعيا فيه الخطب وتكرّر الحريق والنهب تارة على أيدى العيّارين وتارة على أيدى الولاة. وولى المعونة عدّة فما أغنوا شيئا واستمرّ الفساد إلى حين عود بهاء الدولة.


[١] . وفى الأصل: من.
[٢] . وفى تاريخ ابن القلانسي ص ٣٣: على القضاة فى البلاد (مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>