للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «إنّ تمرتاش فى جنبه بهاء الدولة ولا يؤمن أن يميل إليه ويقيم الخطبة له.» وقرّر معه تجهيز عسكر كثير من الديلم لمعونته وموافقة وجوههم على القبض عليه عند الحصول ببردشير، فأخرج أبا جعفر نقيب نقباء الديلم وتقدّم إليه بذلك.

وسار أبو جعفر إلى كرمان وعرف عمرو بن خلف حصوله بالشيرجان [١] فعاد إلى بمّ ونرماشير. وتمّم أبو جعفر إلى بردشير. فاستقبله تمرتاش مبعدا فى استقباله وسارا جميعا إلى الخيم التي ضربت لأبى جعفر. فلمّا وصلا إليها قال أبو جعفر لتمرتاش:

- «بيني وبينكم ما يجب أن نتواقف عليه فى هذا العدوّ والصواب أن نقدّمه.» فعاد إلى مضاربه. وكان أبو جعفر قد رتّب فيها قومان من الديلم لما يريده فحين نزلا قبض عليه وقيّده فأنفذ إلى داره من احتاط على خزائنه وإصطبلاته وكان مموّلا، فوجد له ما عظم قدره. وحمل تمرتاش إلى شيراز فحبسه العلاء، ثم قتله.

ولمّا فرغ أبو جعفر من أمر تمرتاش سار بالعسكر الذي صحبه وبمن كان مقيما ببردشير يطلب مواقعة عمرو بن خلف.

[ذكر ما جرى عليه أمر [٢٨١] أبى جعفر فى هزيمته]

لمّا التقى الفريقان بدارزين وهي فى سهل من الأرض يتّسع فيها اطّراد الفرسان استظهر ابن خلف عليه بكثرة من الفرسان وضاقت المير على أبى


[١] . قال فى المراصد ذيل «شيرجان» : وما أظنّها إلّا سيرجان قصبة كرمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>