للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإخشيدي فى خمسمائة فارس.

ورأى من فى حصن أفامية من المسلمين ما أصاب إخوانهم، فأيسوا من نفوسهم وابتهلوا إلى الله تعالى يسألونه الرحمة، فاستجاب لهم.

[ذكر ما أنزل الله تعالى على المسلمين [٣٢٧] من النصر فقتل زعيم الروم على يد أحدهم]

كان الدوقس [١] قد وقف على رابية وبين يديه ولد له وعشرة غلمة وهو يشاهد ظفر أصحابه وأخذهم للغنائم. فقصده كردى يعرف بأحمد بن الضحّاك السليل على فرس جواد وبيده اليمنى خشت [٢] فظنّه الدوقس مستأمنا إليه أو مستجيرا فلم يحفل به. فلمّا دنا منه حمل عليه فرفع الدوقس يده متّقيا وضربه الكردي بالخشت فأصاب خللا فى الدرع فخرقه ونفذ فى أضلاعه وسقط إلى الأرض ميتا.

وصاح المسلمون:

- «إنّ عدوّ الله قد قتل!» ونزل النصر فانهزمت الروم وتراجع المسلمون، ونزل من كان فى الحصن وقتل من الروم مقتلة عظيمة. وباتوا غانمين مستبشرين بِنِعْمَةٍ من الله وَفَضْلٍ ٣: ١٧١ و «إِنَّ الله لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ» ٩: ١٢٠ [٣] .

ثم سار جيش بن الصمصامة إلى باب أنطاكية فسبى وأحرق، وانصرف عائدا إلى دمشق وقد عظمت هيبته فى النفوس.


[١] . هو داميانوس ويعرف بالدلاسينوس: كذا فى تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكى (مد) .
[٢] . ولعلّه تصحيف «خشب» ، أو هو «خشت» : الآجرّ غير المطبوخ (فارسي) .
[٣] . س ٩ التوبة: ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>