للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر تفريط من أبى العلاء فى إذاعة سرّ عجّل به

قال الأستاذ الفاضل:

فو الله لقد خلع علىّ وسرت فى موكبه إلى داره. فما استقرّ فى مجلسه حتى دخل أبو الحسين شهرستان بن اللشكرى لتهنئته. فقال:

- «يا با الحسن أىّ دار تريدها بشيراز.» فغمزته فتنبّه واستدرك وقال لشهرستان:

- «إنّما أردت بالأهواز.» ولم يخف الخبر وشاع. فإنّ القول كالسهم، إذا نفذ على كبد القوس فات.

وأقام أبو العلاء فى معسكره أيّاما كثيرة ولم يخرج معه أحد، وبطل ما كان سابور بذله فى أمر المال [٣٥٨] وحصوله.

وخرج أبو العلاء بعد ذلك فى شر ذمة قليلين. فسار إلى الأهواز فما وصلها إلّا وقد عرف الخبر بفارس ووقع الشروع من هناك فى المسير إلى العراق.

وفيها جلس القادر بالله رضوان الله عليه، لأهل خراسان عند عودهم من الحجّ وخوطبوا على أمر الخطبة وإقامتها، وحملوا رسالة وكتبا إلى صاحب خراسان فى المعنى.

[شغب الديلم]

وفيها شغب الديلم لأجل النقد وفساد السعر وغلائه [١] وتأخّر العطاء، ونهبوا دار الوزير أبى نصر سابور وأفلت منهم ناجيا بنفسه، وراسلوا بهاء


[١] . وفى الأصل: وغلاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>