للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودخلت سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وفاة الصاحب بن عبّاد وما جرى فى علّته وبعد موته

فيها توفّى الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد بالرىّ ونظر فى الأمور بعده أبو العباس أحمد بن ابراهيم الضبىّ ويلقّب بالكافي الأوحد.

[شرح ما جرت عليه الحال فى ذلك]

لما اعتلّ ابن عبّاد كان أمراء الديلم وكبراء الناس يروحون إلى بابه ويغدون ويخدمون بالدعاء وينصرفون.

وعاده فخر الدولة عدّة مرات. فيقال: إنّه قال لفخر الدولة أوّل مرّة وهو على يأس من نفسه:

- «قد خدمتك أيّها الأمير خدمة استفرغت قدر الوسع وسرت فى دولتك سيرة جلبت لك حسن الذكر بها. فإن أجريت الأمور بعدي على نظامها وقرّرت القواعد على أحكامها نسب [١] ذلك الجميل السابق إليك ونسيت أنا فى أثناء ما يثنى به عليك ودامت [٣٧٣] الأحدوثة الطيّبة لك. وإن غيّرت ذلك وعدلت عنه كنت أنا المشكور على السيرة السالفة وكنت أنت المذكور بالطريقة الآنفة وقدح فى دولتك ما يشيع فى المستقبل عنك.» فأظهر فخر الدولة قبول رأيه.

وقضى ابن عبّاد نحبه فى يومه. وكان أبو محمد خازن الكتب ملازما داره على سبيل الخدمة له وهو عين لفخر الدولة عليه، فبادر بإعلامه الخبر.

فأنفذ فخر الدولة ثقاته وخواصّه حتى احتاطوا على الدار والخزائن. ووجدوا


[١] . وفى الأصل: نسبت. والصواب فى إرشاد الأريب ٧٠٠١ فى ترجمة أبى العبّاس الضبىّ رواية عن هلال الصابي (مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>