للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن حطّ المال من القلعة على رؤوس الرجال فحطّوه بالزبل والبكر والحبال.

والوزيران يومئذ هما أبو العبّاس الضبّى المتلقّب بالكافي الأوحد، وأبو على ابن حمولة المتلقّب بأوحد الكفاة، وبينهما أشدّ عداوة.

فبسط أبو على ابن حمولة يده فى اطلاق الأموال واستمالة الرجال.

فمالت قلوب الجند إليه ووقعت أهواؤهم عليه وامتنع أبو العباس الضبّى عن مثل ذلك إلّا أنّه معظم لمنزلته المتأثّلة وقدمه المتقدمة.

فتجدّد من ورود قابوس بن وشمكير إلى جرجان واستيلائه عليها ما وقع الخوض فى تدبير خطبه [١] .

[ذكر عود قابوس إلى جرجان وما جرى الأمر معه عليه]

كان فخر الدولة عند استقراره فى الملك عزم على ردّ قابوس إلى أعماله قضاء [٤٢١] لحقّه ومقابلة على إحسانه، فصدّه ابن عبّاد عن رأيه وكثّر ارتفاعها فى عينه فوقر هذا القول فى سمعه لشحّ مطاع كان فى طبعه.

فلمّا مات كتب أهل جرجان إلى قابوس وهو بنيسابور يستدعونه، فصار إلى بلادهم وملكها وورد الخبر إلى الرىّ بذلك فجرت فى ذلك منازعات فى الرأى وكوتب بدر بن حسنويه بسببه.

[ذكر جواب سديد لبدر خولف رأيه فيه]

قال: إنّ الأمير الذي ورث هذا الملك حدث السن ولا ينبغي أن يضيع ماله وذخائره فيما لا تتحقق عواقبه ومصايره والصواب أن تترك الأمر على حاله فإن يك نجيبا على ما عهد من خلائق آبائه قدر على ارتجاع ما أخذ


[١] . أمّا الوزيران فليراجع إرشاد الأريب ١: ٧٣ وترجمة قابوس فيه أيضا ٦: ١٤٣ (مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>